في «ريو دي جانيرو» بالبرازيل، ينهمك «ميرو دي أبرو»، في زراعة أشجار جديدة للتخلص من الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري. لكن اختيار نوع الأشجار مهم، ذلك لأن الأنواع غير المحلية يمكن أن تضر أيضاً بالتنوع البيولوجي. صحيح أن زراعة الأشجار تعمل على تخزين الكربون، مما يساعد في معالجة تغير المناخ، ويمكن أن تدر أموالاً على ملاك الأراضي من خلال أسواق الكربون. لكن الناس غالباً ما يختارون أنواعاً تجارية سريعة النمو قد يكون لها آثار سلبية على التنوع البيولوجي والمياه، ما جعل الباحثين يدعون إلى استخدام الأشجار المحلية بدلاً من ذلك، أملاً في أن تتحول هذه الآثار السلبية إلى نتائج إيجابية.
يقدم التقييم التاريخي، الذي تم بتكليف من 147 دولة وتم نشره في 17 ديسمبر الجاري، الإجابة الأكثر شمولاً حتى الآن، حيث يدرس الترابط المذهل أحياناً بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ والغذاء والمياه والصحة.
وقالت باولا هاريسون، الرئيسة المشاركة للتقييم وعالِمة البيئة التي تركز على نمذجة الأراضي والمياه في مركز المملكة المتحدة للإيكولوجيا والهيدرولوجيا، «إن أساليبنا الحالية في التعامل مع هذه الأزمات تميل إلى أن تكون مجزأة أو منعزلة، ما أدى إلى عدم الكفاءة وكان له في كثير من الأحيان نتائج عكسية».
التكاليف التي تم التغاضي عنها جراء الضرر الواقع على التنوع البيولوجي والمناخ والمياه والصحة من قطاعات الوقود الأحفوري والزراعة ومصائد الأسماك تتراوح ما بين 10 تريليونات إلى 25 تريليون دولار سنوياً. والعواقب الصحية السلبية مكلفة جداً، فعلى سبيل المثال، يموت 9 ملايين شخص سنوياً جراء تلوث الهواء، وارتفاع معدلات السمنة والسكري، وأيضاً بسبب النظم الغذائية غير الصحية التي تضر أيضاً بالتنوع البيولوجي وتساهم في تغير المناخ. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز).