في مزرعة أشجار الكريسماس بمدينة نيولاند في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية، تقف جينيفر جرين، المديرة التنفيذية لجمعية أشجار الكريسماس في الولاية، مع شجرة الميلاد التي ستُنقل إلى البيت الأبيض، قبل حوالي أسبوعين احتفالات الكريسماس في الولايات المتحدة. وكانت مياه الفيضانات الهائجة الناجمة عن بقايا إعصار هيلين، أواخر سبتمبر الماضي، قد قلبت صناعة أشجار الكريسماس في كارولينا الشمالية رأساً على عقب، لكن مزارعيها عازمون على حماية سبل عيشهم، وتوفير ما يكفي من الأشجال في موسم العطلات. 

وقد تحوّل إعصار هيلين إلى عاصفة أسفرت عن مقتل نحو 100 شخص في ولاية كارولينا الشمالية وعن تدمير مئات المنازل والشركات، غير أن الزائر لبلدة نيولاند، الواقعة في غرب الولاية، تقابلها عند الالتفاف حول جبالها في الصباح، صفوفٌ متتالية من الأشجار ذات اللون الفضي الأخضر والأغصان والإبر الناعمة المهيأة لحمل أضواء الزينة، ولإضافة كرات براقة أو أشكال متنوعة من الزينة يدوية الصنع. وتستخدم حقول نيولاند كحاضنة لأشجار «فريزر فير»، وهي من أكثر أشجار عيد الميلاد المحبوبة في الولايات المتحدة، رغم مياه إعصار «هيلين» التي تدفقت عبر الجبال قبل ثلاثة أشهر فقط من موسم الأعياد.
لقد تسببت الأمطار الناجمة عن إعصار هيلين في انهيارات طينية اقتلعت آلاف الأشجار التي كانت قد استغرقت عقداً من الزمن للنمو، بالإضافة إلى الشتلات التي بدأت بالكاد تمد جذورها. كما تضررت المنازل والحظائر والمنشآت الداعمة لزراعة الأشجار أو تهدمت بالكامل بالكامل. وأصبحت العديد من الطرق المتعرجة التي كانت تُستخدم لنقل الأشجار من الجبال إلى الموردين غير سالكة.
لكن المزارعين أصروا على إنقاذ محاصيلهم، باستخدام طرق أعيد بناؤها حديثاً، وتعهدوا بتوفير كل الطلبات المقدمة من زبائنهم في وقتها المعتاد. أما سكان الولاية فيبدون هم أيضاً متحمسين بشكل خاص لطقوس الموسم التي تمنحهم الراحة والبهجة، لا سيما أن ولايتهم تساهم بأشجارها المميزة في إضاءة كثير من حفلات الكريماس على مستوى البلاد ككل، بما في ذلك حفلات البيت الأبيض نفسه بذات المناسبة. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)