طائرة هليكوبتر تابعة لإدارة إطفاء مقاطعة لوس أنجلوس تقوم برش الماء من الجو، في محاولة لإخماد حرائق فرانكلين قبالة طريق بوما في ماليبو بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث خاض رجال الإطفاء، الثلاثاء الماضي، معركتَهم الشاقة، براً وجواً، في مواجهة الرياح العاتية والنيران الحارقة على سفوح التلال في ماليبو بلوس أنجلوس.
وقد اندلع هناك، وبسرعة قياسية، حريقٌ شبّت نيرانه في الأشجار والأعشاب الكثيفة، على هذه السفوح والتلال والأودية والسهول الممتدة، أي على مساحة واسعة داخل المقاطعة، مما أجبر آلاف الأشخاص على المغادرة وإخلاء أحد أغلى السواحل في العالم. انقطع التيار الكهربائي عن المقاهي والمطاعم والفنادق والبيوت وقاعات الاجتماعات، كما تعطلت خدمة الهاتف المحمول، وكانت المروحيات تهبط للتزود بالمياه من بركة الحرم الجامعي، بينما كانت النيران مشتعلة في أشجار النخيل التي تمكن مشاهدتها من داخل مباني وساحات جامعة بيبرداين المعروفة بمحيطها الريفي ذي التلال المتدحرجة والإطلالات الطبيعية الرائعة.
في تلك الساعة أخذ الطلاب يتجمعون فجأةً داخل الحرم الجامعي. أما من داخل المكتبة الجامعية فكانت النوافذ تؤطر مشهداً محزناً: ألسنة اللهب تدمر الجبال في مسافة غير بعيدة والدخان يتصاعد في السماء الداكنة وقد بدأ يحجب الأفق. حرائق فرانكلين، وقد أججتها الرياح العاتية، اجتاحت جبال سانتا مونيكا وأجبرت الآلاف على مغادرة هذا الجيب الساحلي الغني الشهير الذي يتميز بشواطئه الخلابة وباستضافته منازلَ عدد كبير من المشاهير والأثرياء. كما تسببت الحرائق في إغلاق جزء من طريق ساحل المحيط الهادئ، وهو شريان رئيسي داخل وخارج المدينة، وكذلك رصيف ماليبو الذي يمثل إحدى مناطق الجذب السياحي النشطة.
وبحلول زوال الثلاثاء، أدت الحرائق إلى دمار أكثر من 2700 فدان، دون أن يستطيع 700 رجل إطفاء التغلب على النيران المندلعة بشراسة، إذ كانت سرعة الرياح 60 ميلاً في الساعة، مما شكل تحدياً حال دون إخماد الحرائق قبل حلول الليل. وقد وصل موسم حرائق الغابات ذروته في جنوب كاليفورنيا، وقال مسؤولو الأرصاد الجوية إن الظروف الجوية مواتية لمثل هذه الحرائق على غرار ما كان قائماً في أوائل نوفمبر الماضي، عندما أججت الرياح حريق الجبل في مقاطعة فينتورا، وهو حريق أتى على مساحة تتجاوز 20 ألف فدان ودمر أكثر من 240 منزلا. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)