هذه صورة من مصنع «كروتون» لتنقية المياه في منطقة برونكس بمدينة نيويورك الأميركية، حيث يضاف الفلورايد إلى مياه الشرب التي تستخدمها المدينة. وكانت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد أعلنت قبل سنوات الآن أن إضافة الفلورايد إلى المياه تعد أحد أهم إنجازات الصحة العامة في القرن العشرين.
لكن قاضياً فيدرالياً في سان فرانسيسكو خلص في الآونة الأخيرة إلى أن الفلورايد «يشكل خطراً غير مبرر على تقليل معدل الذكاء لدى الأطفال»، حتى عند مستوياته المعتادة المضافة إلى مياه الشرب في البلاد. وأصدر القاضي أمراً إلى وكالة حماية البيئة باتخاذ إجراءات لوقف هذا الخطر.
وقد جاء ذلك الحكم، بعد تقرير صدر في أغسطس الماضي عن برنامج السموم الوطني، التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، خلص بـ«ثقة معتدلة» إلى أن التعرض لمستويات عالية من الفلورايد «مرتبط على نحو مستمر بانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال».
وكان ذلك القرار القضائي تطوراً مفاجئاً في الجدل القائم منذ عقود حول فوائد وأخطار إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، وإن بدا أن الجدل قد هدأ منذ نحو ربع قرن عندما أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن فلورة المياه لا تمثل أي خطر على صحة الإنسان، بل تعد أحد أعظم إنجازات الصحة العامة في القرن العشرين، مشيرةً إلى الانخفاض الكبير في تسوس الأسنان منذ أن بدأت فلورة مياه الشرب قبل ثمانين عاماً في البلاد، إلا أن هذا الجدل الذي ظل يراوح بين النظريات العلمية ونظريات المؤامرة، بدأ يشهد تحولاً في الآونة الأخيرة، كما أصبح معارضو استخدام الفلورايد في مياه الشرب جزءاً من التيار العام.
وقبل أشهر قليلة من الآن تعهد روبرت إف. كينيدي الابن، أحد داعمي دونالد ترامب، بأن إدارة ترامب المقبلة ستنصح أنظمة المياه المحلية بـ«إزالة الفلورايد من المياه العامة»، وهو ما يمثل هدفاً دائماً على أجندة اهتمامات كينيدي المعروف بمعارضته للقاحات والمبيدات والأطعمة المصنعة. وبعد ذلك التعهد أصبحت قضية فلورة المياه، ولأول مرة، مسألة جدل كبيرة خلال الانتخابات الرئاسية، وها هي تصبح ضمن أجندة الرئيس الجديد بعد اختياره كينيدي ليكون وزيراً للصحة في إدارته المقبلة.. وبذلك يتجدد الجدل حول فلورة مياه الشرب التي يستخدمها الأميركيون. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)