أصبح قطاع إعادة التدوير أحد القطاعات الصناعية ذات الأهمية المتزايدة في مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بفضل مردوده المالي المتعاظم وما يوفره من فرص عمل لملايين الأشخاص، ولكن أيضاً لدوره في الحفاظ على نظافة الوسط الحضري وعلى سلامة البيئة من الأخطار التي يمثلها تكدس القمامة بما فيها من مواد ضارة بالتربة والماء والهواء. 

الناشطة البيئية وصانعة المحتوى الكولومبية سارة سامانيغو، تفتح نافذةً على الفقراء في كولومبيا من خلال تسجيل مقطع فيديو داخل مستودع لإعادة التدوير في العاصمة الكولومبية بوغوتا، حيث تعمل منذ سنوات على رفع مستوى الوعي حول إعادة التدوير، وقد نجحت في إلهام الكثيرين ولقي عملها صدى خاصاً لدى الشباب والنساء في كولومبيا وخارجها ممن انجذبوا إلى رسالتها حول الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. وقد حصدت سامانيغو جوائز عديدة ونالت شهرة دولية وتعاونت مع العديد من المشاهير، بفضل استخدامها المميز للمنصات الرقمية بغية تطوير الوعي البيئي لدى الجمهور الواسع في كولومبيا وخارجها.

ومن خلال أعمالها المميزة وشخصيتها النشطة، تعد سامانيغو أول مؤثرة في مجال إعادة التدوير في أميركا اللاتينية، وقد استقطبت قاعدة واسعة من المعجبين، ممن يتابعون مقاطع الفيديو التثقيفية التي تنتجها حول كيفية تنظيف وفرز القمامة وإعادة تصنيعها. واستطاعت سامانيغو، من خلال تلك المقاطع، لفت الانتباه إلى مجتمع إعادة التدوير وإضفاء الطابع الإنساني على عماله «غير المرئيين»، والذي غالباً ما يتم تجاهله أو النظر إليه بازدراء، رغم كونه يضم ملايين النساء والرجال الذين يكسبون عيشَهم من خلال استرداد المواد القابلة لإعادة التدوير. وفي أحد هذه المقاطع يتحدث عمال إعادة التدوير عن الافتراضات الشائعة حولهم، وتقول إحدى نساء القطاع: «يعتقد الناس أنني سأسرقهم»، ويقول أحد رجاله: «يتوهمون أنني أتعاطى المخدرات». والصور النمطية على هذه الشاكلة حول مجتمع إعادة التدوير، هي ما تحاول سامانيغو تبديدها عبر إعادة وضع هذا المجتمع في دائرة الضوء وفي مجال الرؤية لغيرهم.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)