في العاشر من نوفمبر 2024 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله ورعاه، بزيارة دولة أخوية إلى دولة الكويت الشقيقة، حيث التقى بأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت، حفظه الله ورعاه.
خلال الزيارة تباحث القائدان الخليجيان في العديد من المسائل المهمة التي تدور في الخليج العربي والعالم العربي وعلى رأسها دفع العمل الخليجي المشترك الذي يصب في مصلحة دول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويدعم منظومة هذا العمل ويسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار والسلام في ربوع الخليج والعالم العربي والجوار الجغرافي.
تؤكد هذه الزيارة أن الدولتين الشقيقتين استطاعتا منذ زمن بعيد يسبق مراحل بروزهما كدول ذات سيادة، ومنذ خمسينيات القرن العشرين وإلى هذا الوقت، تقومان بأدوار مهمة في مجالات التعاون المتعددة، وأن أدوارهما لا تقتصر على المجال السياسي والتبادل الدبلوماسي بل تمتد إلى التعاون والتنسيق في شتى المجالات الاقتصادية والاستراتيجية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية والصحية، ويدل وجود عدد من الاتفاقيات بين الدولتين على الرغبة في توثيق الصلات المشتركة بين الدولتين والشعبين وتنسيق خططهما السياسية والاقتصادية والاستراتيجية تحقيقاً للتعاون الوثيق بينهما وصيانة استقلالهما وسيادتهما الوطنية والنظر بصفة عامة في شؤونهما ومصالحهما.
أغراض وأهداف التعاون والتنسيق المشترك بين الإمارات والكويت وفقاً لنظم كل منها وأوضاعهما ومصالحها العليا في السياسة والاستراتيجية والاقتصاد والتجارة والمال والاستثمار بما يطال ويغطي هذه الجوانب بشكل هادف ومدروس ينعكس على التبادل التجاري والاستثمارات والعملة والجمارك وقضايا الصناعة والزراعة والمحافظة على البيئة وشؤون المواصلات كالطيران والملاحة والقطار الخليجي، ومجال الاتصال والإنترنيت والهاتف والبريد، والشأن التعليمي والثقافي بما يتضمنه من تعاون فني في مجالاته المتعددة. لقد نجحت القيادتان الرشيدتان في ممارسة أدوار مؤثرة لخلق تعاون سياسي واستراتيجي تجلى في أوجه عام 1991، وهو تعاون قائم ومستمر في وجه كل من تسول له نفسه المساس باستقلال وسيادة الدولتين وكرامة شعبيهما.
ويعمل الطرفان على وجود تعاون اقتصادي مثمر فيما بينهما لكي تتبوأ كل منهما مكانة اقتصادية وتجارية ذات أهمية ومركز مرموق بين كافة دول العالم في زمن يعتبر فيه الاقتصاد هو عصب حياة الشعوب ومحور العلاقات الدولية. إن من آثر ذلك عقد الاتفاقيات الثنائية المثمرة لتيسير التعاون والتكامل الاقتصادي وانتقال رؤوس الأموال والاستثمارات والسلع والخدمات وزيادة حجم التبادل التجاري.
ويتمخض عن ذلك أن الطرفين أصبحا مقتنعين بأنه من الأهمية بمكان العمل سوياً لخلق تعاون اقتصادي وتجاري بينهما على أسس عصرية حديثة ضمن النطاق الخليجي والعربي. هذه الزيارة الأخوية لصاحب السمو رئيس الدولة إلى دولة الكويت تأتي ضمن سياق تاريخي متصل من العلاقات الثنائية المثمرة الممتدة التي تعود إلى عقود طويلة من الزمن وتهدف إلى ترسيخ وشائج القربى وروابط الدم وإلى تعزيز مسارات تطوير العمل المشترك والتعاون في شتى المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة التي تخدم الدولتين والشعبين. حفظ الله دولة الإمارات ودولة الكويت وقيادتيهما، وأدام عليهما الأمن والأمان وأدام العز والرفاهية على شعبيهما، إنه قدير على كل شيء.
*كاتب إماراتي