مورغان بون، متطوعة مع «منظمة كروب سواب لوس أنجلوس»، وهي تقوم بحصاد الخس في مزرعة صغيرة في حي «فيو بارك» بمدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة. وقد تم تحويل كثير من الساحات والحدائق الأمامية في لوس أنجلوس إلى مزارع صغيرة توفر الخضراوات لعشرات العائلات. وعلاوة على القيمة الاقتصادية لهذا النمط من الزراعة الحضرية، وأثره الإيجابي على ميزانيات الأسر ذات الدخل المحدود، فهو ذو فوائد بيئية كبيرة، منها أن لا يستهلك إلا جزءاً بسيطاً من المياه التي تتطلبها المساحات المزروعة بالعشب. وهذا بالطبع علاوة على أهميته لامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الهواء في المدينة وأحيائها التي ما فتئت تعاني التلوث وآثاره الصحية المباشرة. وقد بدأت الزراعة الحضرية تستعيد اعتبارها في الأعوام الأخيرة الماضية، وقد عرفتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بأنها ممارسات تدرّ الأغذية وسواها من المخرجات عن طريق الإنتاج الزراعي ومجموع العمليات ذات الصلة، التي تجري على الأرض وفي الأماكن الأخرى داخل المدن والمناطق المحيطة بها، مضيفةً أنها تشمل الجهات الفاعلة على المستوى الحضري وشبه الحضري، والمجتمعات المحلية، والأساليب، والأماكن، والسياسات، والمؤسسات، والنظم الإيكولوجية والاقتصادات، وتستخدم إلى حدّ كبير الموارد المحلية وتقوم بتجديدها من أجل الوفاء بالاحتياجات المتغيرة للسكان المحليين، فيما تلبي أهدافاً ووظائف متعدّدة. كما تشكّل الزراعة الحضرية وشبه الحضرية استراتيجيةً أساسية لبناء قدرة إمدادات الأغذية الحضرية على الصمود. ولعل هذا التعريف الأممي حول الزراعة الحضرية هو ما تحاول المنظمةُ الأهلية التي تنشط فيها «مورغان بون» تجسيدَه من خلال تجربة حية، تحاول الوفاء بالاحتياجات الأسرية من الخضار، أي تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال، في أحد أحياء مدينة لوس أنجلوس الأميركية. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)