في مدينة بريفيك بالنرويج، مصنع عتيق لإنتاج الأسمنت، يعود تاريخه إلى قرن من الزمان، أصبح الآن علامة فارقة في الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ من خلال اتخاذ خطوات للحد من انبعاثات تاني أكسيد الكربون الناجمة عن إنتاج الأسمنت، وهو أحد أكثر الصناعات تلويثاً في العالم، ولكنه ضروري لإنشاء عنصر أساسي لمجموعة واسعة من مشاريع البناء والبنى التحتية كالطرق السريعة والمباني.ويعمل المهندسون منذ أكثر من عامين على إنشاء مجموعة من الأبراج والأعمدة في المصنع لإزالة الثلوج والجليد في فصل الشتاء.
والآن يقوم عمال المصنع بضبط المعدات التي تحتوي على مواد كيميائية مصممة لامتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من إنتاج الأسمنت، حيث يتم انبعاث أكثر من نصف طن من الغاز جراء كل طن من الأسمنت ينتجه المصنع.
وفي أوائل العام المقبل، سيتم تبريد ثاني أكسيد الكربون الناتج عن مصنع الأسمنت في بريفيك وتحويله إلى سائل، ثم تحميله على السفن ونقله إلى محطة بالقرب من مدينة بيرغن، على مسافة أبعد من الساحل النرويجي. ومن هناك، سيتم ضخه على بعد حوالي 70 ميلاً من الشاطئ إلى الصخور على عمق 1.5 ميل تحت قاع بحر الشمال. جهود كبيرة سيتم تجريبها لاختزان ودفن الكربون الناجم عن صناعة الأسمنت في النرويج، وحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، تتعهد الحكومة النرويجية بتغطية 85% من التكلفة التي قد تصل إلى 400 مليون يورو لما سيكون أول جهد تجاري ضخم لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الأسمنت ودفنه. ويمثل إنتاج الأسمنت، الذي يمثل ما يقارب 7% من الانبعاثات المرتبطة بالطاقة، واحدة من أكثر المشاكل تعقيداً فيما يتعلق بخفض الانبعاثات. ويبدو من غير المرجح أن يتمكن الاقتصاد العالمي من الاستغناء عن كميات كبيرة من الأسمنت كعامل أساسي في تكوين الخرسانة وغيرها من المواد في المستقبل المنظور. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز).