ليست المركبات والصناعات الحديثة، ومحطات توليد الطاقة وحدها التي تتسبب في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وإنما المواشي أيضاً، وعلى رأسها الأبقار والماعز والأغنام. وقد ظهرت تقنيات الطاقة الخضراء، ومنها طواحين الهواء التي تم تطويرها، خلال السنوات والعقود الأخيرة، بغية توليد إمدادات كهربائية دون الاعتماد على الطاقة الأحفورية التي تعد السبب الأول وراء الاحتباس الحراري. وخلال السنوات والعقود الأخيرة أيضاً زاد العلماء من تأكيدهم على البصمة الكربونية العالية لبعض الأنشطة غير الصناعية، مثل تربية المواشي وتجارة اللحوم والألبان.
وفي هذه الصورة من ولاية كاليفورنيا الأميركية، وهي ولاية معروفة تقليدياً بأنها منتجة للبترول، كما تشتهر بازدهار الرعي وتربية المواشي فيها، وقد أظهرت في الأعوام الأخيرة شغفاً بمشاريع الطاقة المتجددة أو الطاقة النظيفة، نرى قطيعاً من الأبقار يرعى الحشائش بجوار مجموعة من طواحين الهواء لتوليد طاقة كهربائية نظيفة بلا كربون. 

«اصنع المزيدَ من الوجبات الخالية من لحوم البقر.. قم بتسميد بقايا الطعام.. استبدل بموقد الغاز الطبيعي موقد كهربائي..»، نصائح تتكرر على مسامع الأميركيين يومياً، ويعتقد الذين يواظبون على بثها أنها إجراءات بسيطة، وأنه يمكن للناس عبرها المساعدة في مكافحة تغير المناخ انطلاقاً في مطابخهم.. ومع ذلك فمعظم الأميركيين لا يفعلون الشيء الكثير، للحد من التغيرات المناخية المتسارعة، لاعتقادهم بأنه حتى ولو قاموا بتغيير عاداتهم، فذلك لن يحدِث فرقاً يذكر، وبأن أصدقاءهم وجيرانهم لن يفعلوا الشيءَ ذاتَه، وبأن نصائح مثل هذه ليست إلا وسيلة لتحويل المسؤولية من الشركات الكبرى إلى المستهلكين العاديين.
لكن بعض المنظمات العاملة على تعزيز الحلول المناخية، تجادل بأن الإجراءات الفردية والأسرية التي يتم اتخاذها معاً، للحد من هدر الطاقة ومن تلويث الهواء، بإمكانها تخفيض حوالي 30٪ من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وما ينتج عنه من تغير مناخي يؤدي إلى كوارث خطيرة للغاية. وعلى رأس الإجراءات المطلوبة للحفاظ على سلامة كوكب الأرض وساكنته، تقليل استهلاك اللحوم والألبان، من ثم تقليص قطاع التربية الحيوانية كمصدر لغازات الاحتباس الحراري! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)