تخليداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهود رموز الدولة المستمرة في العمل الإنساني والخيري والتنموي، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني».
ويعكس مضمون هذا المرسوم الذي يحمل رقم (126) لسنة 2024 الأهمية الخاصة التي ستحظى بها المؤسسة، ما يعني أنها سوف تكون إضافة جوهرية لجهود دولة الإمارات في مجال العمل الإنساني، فضلاً عن كونها تخليداً لإرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويبدو ذلك من العوامل الآتية:
- ستعمل المؤسسة برعاية صاحب السمو رئيس الدولة، وستتبع سمو رئيس ديوان الرئاسة، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، وستكون لها الأهلية القانونية الكاملة لممارسة نشاطها وتحقيق أغراضها، وهو ما سيضمن الكثير من عوامل القوة والتميز التي ستتيح لها القيام بمهامها على النحو الأمثل.
- ستنفذ المؤسسة العديدَ من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية، وستعمل على توجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية، وهو ما سيصب في اتجاه دعم الجهود الإنسانية لدولة الإمارات على الصعيدين الداخلي والخارجي.
- ستعزز المؤسسةُ استراتيجية الدولة الشاملة في مجال العمل الإنساني والخيري والتنموي، من خلال قيادة وإدارة الأعمال القائمة والمستقبلية، والارتقاء بمستوى الأداء والتأثير والإنتاجية والكفاءة والاستدامة المالية، وهذا الأمر سيرسخ الوجه الإنساني لدولة الإمارات، والذي يعدُّ أحد المصادر الرئيسة للقوة الناعمة لها، ويضمن تعزيز مساهماتها المتميزة في هذا المجال.
- ستتولى المؤسسة الإشراف على عدد من الجهات ومتابعة تحقيق أهدافها والقيام بالاختصاصات المنوطة بها، وهي (مؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة الإمارات، وصندوق محمد بن زايد الدولي لحماية الأنواع وإثراء الطبيعة، وشركة صندوق الوطن القابضة، ومؤسسة الأنهار النظيفة المحدودة، والمعهد العالمي لمكافحة الأمراض المعدية، وجائزة زايد للاستدامة، وجائزة الشيخ خليفة التربوية، وجائزة الشيخ خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وجائزة محمد بن زايد لأفضل مُعلم)، وهو ما سيضمن المزيد من الانسجام والتوافق والتنسيق بين عمل هذه المؤسسات.
وقد أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به مؤسسة إرث زايد الإنساني، انطلاقاً من الإرث الإنساني الخالد لمؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لإحداث الأثر الإيجابي في جميع المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية، سعياً إلى تحقيق تنمية المجتمعات وسعادة الشعوب ومساعدة المحتاجين، سيراً على قيم المؤسس ومبادئه الإنسانية والمُثُل النبيلة التي أرساها لدولة الإمارات، خدمةً للبشرية جمعاء.
ويعكس إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني» تصميم دولة الإمارات على مواصلة نهجها الرائد في مجال العمل الإنساني والخيري، وكونها نموذجاً يُحتذى به في مجال المساعدات الإنسانية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مساعدات الإمارات الخارجية، منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971 وحتى منتصف العام الجاري، بلغت 360 مليار درهم، الأمر الذي ساهم في التخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين، مما كان له تأثيرات إيجابية كبيرة في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين في العديد من مناطق العالم.
وفي الواقع، فإن الجهود الوفيرة لدولة الإمارات في مجال تقديم المساعدات الإنسانية تندرج في صلب رؤيتها المستقبلية، وفقاً لما جاء في المبادئ العشرة لدولة الإمارات، خلال الأعوام الخمسين المقبلة «مبادئ الخمسين»، والتي تشكل مرجعاً لجميع مؤسساتها لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً، حيث ينص المبدأ التاسع من هذه المبادئ على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، وأن المساعدات الإنسانية الخارجية لا ترتبط بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، وأن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية