تُقدم علينا في الأسابيع والأشهر المقبلة مما تبقى من العام الحالي 2024 مجموعة من المناسبات والفعاليات الوطنية التي تحتفل بها دولة الإمارات العربية المتحدة كل عام، منها يوم العلم واليوم الوطني. وتمثل هذه المناسبات الوطنية فرصةً لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها للتعبير عن فرحتهم وولائهم وشكرهم لوطنهم بالنسبة للمواطنين وللأرض التي تحتضنهم بالنسبة لغيرهم، ولإظهار مظاهر الشكر والامتنان لهذا الوطن الخيّر المعطاء ولقيادته الرشيدة التي تقود الوطن بحكمة واقتدار أوصلاه إلى ما هو عليه الآن من رفعة ومنعة وتقدم في كافة المجالات.

واحتفاءً بهذه المناسبات الوطنية السعيدة، يجدر بنا تقديم مجموعة مقالات تعكس الأدوار الخيرة والمثمرة التي تقوم بها دولة الإمارات على الصعيدين العربي والعالمي. لقد تحدثنا في العديد من الأعمال التي قمنا بكتابتها بأن الإمارات ذات ارتباطات بثلاثة أبعاد مكانية جغرافية؛ هي الخليج العربي والعالم العربي والعالم أجمع، بمكوناتها السياسية والاقتصادية والثقافية. فدولة الإمارات تقع في الخليج العربي، وهي مكون من مكوناته الأساسية، بإمكاناتها وقدراتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية والاجتماعية.

والإمارات جزء مفصلي من مكونات العالم العربي، وشعبها العربي الكريم عنصر أساسي من مكونات الأمة العربية، كما ينص على ذلك دستورها الاتحادي ومسماها الرسمي. لكل ذلك تحرص الإمارات على إقامة علاقات أخوية وطيدة مع جميع شقيقاتها من الدول العربية وتنمية تلك العلاقات وتطويرها على جميع الصعد، سواء ضمن إطار جامعة الدول العربية وميثاقها الرابط بين هذه الدول أو خارجها، وتتعاون وتنسق معها على الصعيدين العربي والعالمي متى كان ذلك ممكناً وميسوراً ووفقاً للظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية وجوارها الجغرافي.

ولنا في ذلك مثال في هذه المرحلة على صعيد ما يحدث بالنسبة لقطاع غزة ولبنان والهبّة الكبرى التي تقوم بها دولة الإمارات وشعبها المعطاء لنصرة ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في ما يمران به من محن إنسانية. دولة الإمارات تدعم وتتعاون مع جميع دول العالم والمنظمات الدولية المعنية بإغاثة البشر في كل مكان وبتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وهيئات ومنظمات الأمم المتحدة الفرعية.. إلخ، وهي تشارك بمجهوداتها في جميع المحافل والمؤتمرات الخاصة بتضامن شعوب العالم التي تعمل في مجالات تخفيف معاناة هذه الشعوب وانتشالها من براثن التخلف والفقر والجهل والأوبئة الفتاكة والتلوث البيئي والمناخي ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.

وضمن ذلك تدرك الإمارات مدى ارتباطها بالخليج العربي والعالم العربي وسعيهما المشروع نحو تحقيق السيادة الوطنية والتنمية الشاملة المستدامة. دولة لإمارات عضو مؤسس في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعضو في جامعة الدول العربية منذ إعلان الدولة الاتحادية في 2 ديسمبر 1971. ومنذ ذلك الوقت، وهي تؤدي أدوارها في هاتين المنظمتين الإقليميتين العربيتين، إلى جانب شقيقاتها من الدول العربية والخليجية الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وفي جامعة الدول العربية، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية والاجتماعية.

وجميع هذه السياسات الواضحة الرصينة، القائمة على التعاون والتنسيق المثمر في شتى مجالات نصرة ودعم قضايا مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وتعزيز قضاياها في الداخل والخارج، تقف وراءها إمكانات سياسية واقتصادية مادية ومعنوية، وتدعمها قوة ناعمة تقودها دبلوماسية متمكنة وفرت لها القيادة السياسية جميعَ مقومات النجاح لكي تسير قدماً وبخطوات ثابتة على هذه الدروب لكي تحقق النجاحات التي يستحقها وطن معطاء وشعب طموح نحو آفاق المستقبل المشرق.

*كاتب إماراتي