لافتة تنبه السائقين إلى وجود الأيائل على الطريق السريع داخل حديقة «تيرا نوفا» الوطنية بجزيرة «نيوفاوندلاند» في كندا، وتشير إلى أرقام حوادث السير التي تسببت فيها الأيائل خلال العامين الماضي والجاري.

وتعد الوفيات والإصابات الناجمة عن الاصطدام بالأيائل أمراً شائعاً في نيوفاوندلاند، وهي جزيرة بحجم ولاية تينيسي في شمال المحيط الأطلسي، حيث يتمتع هذا الحيوان بمكانته في حياة السكان الذين يحتفلون به ويرددون اسمه في الأغاني ويرسمونه في اللوحات الفنية، وربما اعتبروه تميمة للتبرك! إنه حيوان عملاق ذو قرنين متشعبتين، والاصطدام به أثناء قيادة السيارة قد يكون قاتلا، ومثل هذه الاصطدامات بين سائقي السيارات والأيائل تقع كثيراً في نيوفاوندلاند، لاسيما على أجزاء الطريق السريع الذي يمر عبر الغابات والمستنقعات والبرك في منتزه تيرا نوفا. ولتنبيه السائقين وُضعت هذه اللافتة التي تتضمن رسمَ أيل في مثلث تحذير أصفر، وتحته أرقام عدد الاصطدامات بين السيارات والأيائل. وحتى الآن، كان هناك 13 حادثاً من هذا النوع خلال العام الجاري على هذا الطريق وحده. لكن بداية من الشهر الجاري ستدخل الجزيرةُ موسم الذروة للاصطدامات، لذا من المرجح أن يرتفع عدد الحوادث خلال بقية العام. إن وقوع حوادث الاصطدام المتكررة على هذا الطريق ليس سوى أحد التكاليف المعاصرة لقرار مصيري تم اتخاذه قبل 120 عاماً من الآن، وذلك عندما استوردت نيوفاوندلاند، التي لم تكن لديها أيائل في حينه، أيائل من نيو برونزويك لجذب صيادي الطرائد الكبيرة كسياح، ولم ينجُ سوى أربعة منها خلال رحلة السفينة.

ويبلغ عدد أحفاد هذه الأيائل الأربعة حالياً أكثر من 120.000 أيل، أي حوالي ربع حجم سكان نيوفاوندلاند من البشر. ومع توفر موارد غذائية جيدة، تتكاثر الأيائل بشكل سريع، خاصة بعد أن تم القضاء على الذئاب قبل 90 عاماً من الآن، وهي الحيوان الوحيد الذي يفترس الأيائل. على جميع الطرق في جزيرة نيوفاوندلاند، تشارك الأيائل في متوسط ​​سنوي يبلغ 539 حادث تصادم مع السيارات والشاحنات والدراجات، وهي حوادث تؤدي إلى مئات الإصابات والعديد من الوفيات البشرية. وللحد من هذه الحوادث، قيم بحملات إعلامية كثيرة، ووُضعت لافتاتٌ تحذيرية مثل هذه على كل الطرق في الجزيرة.

(الصورة من  خدمة «نيويورك تايمز»)