جاءت التوجيهات السامية من صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والمتمثلة في ترسيخ مكانة دولة الكويت على الساحة الدولية، لتحقيق الإنجازات المنشودة على أكثر من صعيد. وقد بدأت تلك التوجيهات منذ تولي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح زمامَ القيادة وتحمّله الأمانة التي أخذها على عاتقه، وذلك بغية توثيق تعاون الكويت مع الشركاء الدوليين والمنظمات العالمية، إلى جانب تطوير علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
وجسدت الزيارات الخارجية التي قام بها أمير البلاد لبنةً أساسية في هذا التوجه الدبلوماسي وما يعكسه من اهتمام عميق بتعزيز التكامل مع الدول الشقيقة والصديقة لدفع عجلة التعاون المشترك نحو آفاق أوسع. وللجولة الخليجية التي بدأها أمير البلاد بعد نحو 45 يوماً على تولي سموه مقاليد الحكم، دلالات استراتيجية وجيوسياسية عميقة إقليمياً ودولياً، وبالأخص على صعيد علاقات الكويت مع المحيط العربي والدول الصديقة.
وشكلت تلك الزيارات تعزيزاً للعلاقات الثنائية، وقد صاحبتها توجيهات سامية إلى الحكومة الكويتية بتعزيز أواصر العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة والارتقاء بأطر التعاون معها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، فضلاً عن ترسيخ الدور الإنساني للكويت. وبالإضافة لذلك، فإن المسيرة الناجحة لدولة الكويت تؤكد إيمانها بضرورة تكثيف الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تمكن من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وتلبي آمال شعوب المنطقة، وتعظّم المنافع الاستراتيجية والاقتصادية المشتركة بين دولها.
وما فتئت الدبلوماسية الكويتية رائدة، وقد أسهمت على مر السنين في رفع مكانة البلاد وفي اضطلاعها بأدوار مهمة في مجال العلاقات الدولية، إذ اعتادت أن تتعامل بشكل دقيق واستراتيجي مع الملفات الإقليمية والدولية، وأن تتدخل كوسيط نزيه في النزاعات، وأن تقيم تحالفات استراتيجية فعّالة، وأن تدعم مبادرات التنمية الدولية. وعملت دولة الكويت على تعظيم أثر العمل الدبلوماسي الكويتي بشكل مستمر، مرتكزةً على مفهوم الدبلوماسية الوقائية الذي يشكل ركيزةً أساسية في السياسة الخارجية الكويتية. لذا فمن شأن المسيرة الدبلوماسية الكويتية الناجحة، والتي تعززت مع التوجيهات السامية من سمو أمير البلاد، أن ترسخ المكانة العالمية لدولة الكويت وأن تدعم نهجها الاستراتيجي الطموح.
*كاتب كويتي