=«تعهد التبريد المستدام» مبادرة أطلقتها الإمارات خلال «كوب28»

=أفريقيا منطقة النمو الأسرع في التبريد وستشهد زيادة في حجم السوق بمقدار سبعة أضعاف

= «منظمة الطاقة المستدامة للجميع»: لا يستطيع 2.5 مليار شخص الوصول إلى حلول تبريد صديقة للمناخ

=التبريد التقليدي، مثل تكييف الهواء مسؤول عن أكثر من 7% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية

=أزمة التبريد بالدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي تندرج ضمن العدالة المناخية

كشف تقرير صدر الأربعاء الماضي 25 سبتمبر عن «تحالف التبريد» بقيادة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومؤسسة التمويل الدولية أن سوق التبريد في الاقتصادات النامية سينمو من 300 مليار دولار إلى 600 مليار دولار على الأقل سنوياً بحلول عام 2050. وتحت عنوان «تمويل حلول التبريد المستدام: تعبئة الاستثمارات لتلبية احتياجات التبريد في العالم النامي»، توقع التقرير أن تكون أفريقيا منطقة النمو الأسرع في سوق التبريد، التي ستشهد زيادة في حجم السوق بمقدار سبعة أضعاف، تليها منطقة جنوب آسيا، التي سيزيد حجم السوق فيها بمقدار أربعة أضعاف.

وصرح مختار ديوب، المدير المنتدب لمؤسسة التمويل الدولية، بأن «سوق التبريد المستدام يشكل فرصة اقتصادية بقيمة 600 مليار دولار على الأقل للقطاع الخاص، وهو ما يمكن أن يحقق منافع تزيد على 8 تريليونات دولار للبلدان النامية، فهذه البلدان معرضة بشكل خاص لمخاطر الآثار المميتة لارتفاع درجات الحرارة، وتحتاج بشكل عاجل إلى حلول التبريد، ويحدونا الفخر بتقديم هذا التقرير الذي يصف فرصة الاستثمار في حلول التبريد المستدام الاقتصادية والقابلة للتوسع، بهدف تقليل الانبعاثات إلى ما يقرب من الصفر بحلول عام 2050».

وتجدر الإشارة إلى أن «تحالف التبريد» انطلق قبل 5 سنوات تقريباً، كمبادرة أطلقها المكتب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة خلال قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في نيويورك يوم 23 سبتمبر 2019. التحالف يقوده برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من أجل تحول عالمي سريع إلى التبريد المستدام، تعد شبكة عالمية تربط مجموعة واسعة من الجهات والأطراف الفاعلة الرئيسية من الحكومات والمدن والمنظمات الدولية والشركات ومؤسسات التمويل والأوساط الأكاديمية ومجموعات ومؤسسات المجتمع المدني لتسهيل تبادل المعرفة وأنشطة الدعوة والدعم والمساندة والعمل المشترك، ويعمل التحالف حالياً مع أكثر من 130 شريكاً، بما في ذلك 23 بلداً. ويدعو التقرير إلى إعطاء الأولوية لحلول التبريد السلبي موفر للطاقة وصديق للبيئة ويتسم بالجدوى الاقتصادية. وحسب التقرير، فإن الاقتصادات النامية - التي تولد حالياً ثلثي الانبعاثات العالمية المرتبطة بالتبريد - ستُضاعف الطلب على التبريد بحلول عام 2050 بسبب النمو السكاني، والتوسع في الأنشطة الاقتصادية، وزيادة التوسع الحضري والزحف العمراني. وفر «تعهد التبريد العالمي» فرصة للالتزام بالتبريد المستدام من خلال إجراءات ملموسة.


ويعد هذا التعهد مبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها الدولة المضيفة لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب28»، وهو واحد من تسعة إعلانات وتعهدات ومواثيق تشكل النتائج الرئيسية لخطة العمل الرئاسية لمؤتمر «كوب28». ويهدف التعهد إلى رفع الطموح والتعاون الدولي من خلال أهداف عالمية جماعية لتقليل الانبعاثات المرتبطة بالتبريد بحلول عام 2050، بنسبة 68% اعتباراً من صدور التعهد، وزيادة الوصول إلى التبريد المستدام بشكل كبير بحلول عام 2030، وزيادة متوسط ​​الكفاءة العالمية لمكيفات الهواء الجديدة بنسبة 50%.

وتشير مؤسسة التمويل الدولية إلى أن التحول إلى التبريد المستدام يتطلب بيئة مواتية لجعل الاقتصادات النامية أكثر جاذبية للمستثمرين، وعلى ضوء ذلك يلتزم كل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسة التمويل الدولية بالعمل والتعاون مع الحكومات ومؤسسات الأعمال وأصحاب المصلحة الآخرين للحد من مخاطر الاستثمارات وضمان إتاحة حلول التبريد المستدام للجميع، خاصة في المناطق منخفضة الدخل الأكثر عرضة لموجات الحر المتكررة على نحو متزايد. وأكدت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنه مع زيادة درجات الحرارة القياسية في جميع أنحاء العالم، يعد التبريد من الاحتياجات الأساسية للمجتمعات الصحية والبيئة الصحية، لكن ينبغي لنا تجنب خلق حلقة مفرغة لتلبية متطلبات التبريد من خلال حلول تزيد من احترار الكوكب، فنحن بحاجة إلى حلول تبريد مستدام بأسعار معقولة وموفرة للطاقة لتلبية الطلب المتزايد ودعم المناخ والصحة والأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.

وأضافت أندرسن: يمكن للحكومات ومؤسسات الأعمال والشركات الخاصة والبنوك متعددة الأطراف الاستفادة من هذا التقرير لتوظيف مجموعة واسعة من الأدوات المالية من أجل التبريد المستدام ودعم القدرة على الصمود في مواجهة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة».

وفي 16 يناير 2023 كان تحالف التبريد الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مع رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة القادمة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، قد أعلن عن تطوير تعهد عالمي للتبريد. وحسب «منظمة الطاقة المستدامة للجميع»، لا يستطيع 2.5 مليار شخص الوصول إلى حلول التبريد الصديقة للمناخ. ويتعرض أكثر من مليار شخص لخطر كبير بسبب الحرارة الشديدة وعدم توفر وسائل التبريد وتعيش الغالبية العظمى منهم في أفريقيا وآسيا. ومع ذلك، فإن التبريد التقليدي، مثل تكييف الهواء، مسؤول عن أكثر من 7 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

وإذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح، فإن احتياجات الطاقة لتبريد الهواء ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2050، بالإضافة إلى الانبعاثات المرتبطة بها. ويشار إلى أنه في 23 يوليو 2023 استضافت ولاية غوا الهندية فعاليات جلسة حوارية رفيعة المستوى ضمن اجتماع مجموعة العشرين الوزاري الرابع عشر، تم تخصيصها لأنظمة التبريد المستدام ومسارات الانتقال في قطاع الطاقة، وخلال الجلسة أشار معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف «كوب28»، إلى أن أزمة التبريد لدى الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي، مسألة تندرج ضمن العدالة المناخية، ولفت الانتباه إلى أن «الغذاء والدواء يعتمدان على التبريد، وهذا موضوع مهم في صميم جهود التخفيف من تداعيات تغير المناخ والتكيف معها. إن التبريد أيضاً مسألة مرتبطة بالعدالة المناخية، لأن المجتمعات والأسر ذات الدخل المنخفض تتعرض لتأثيرات الحرارة بشكل غير متكافئ».