لطالما كانت الجهود الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً مقدَّرةً ومميزةً على الصعيد الدولي، بشهادة الخبراء والمراقبين الدوليين، ولطالما كانت هذه الجهود سبباً في حل صراعات كثيرة وإنهاء توترات عديدة، وفي إرساء السلام وتثبيت الاستقرار في العديد من بؤر الصدام والاضطراب في مناطق العالم على اختلافها، حيث بذلت الدولة جهود الوساطة وأبلت البلاء الحسن، منطلقةً في ذلك من الحس الإنساني بالدرجة الأولى، وساعيةً في المقام الأول إلى التخفيف عن الآخرين في مناطق الأزمات، إحساساً منها بالمعاناة وألوان المرارات التي يكابدها ضحايا الصراعات والخلافات، أياً كان موقعهم في أنحاء العالم.

وإيماناً من دولة الإمارات بأن تحركاً ما يتوجب عليها القيام به حيال معاناة الناس في مناطق الصراعات، فإنها لم تألُ جهداً ولم تدّخر ما في وسعها القيام به، وقد أسهمت بحق في مراحل هامة ومفصلية من تاريخ منطقة الشرق الأوسط التي ما فتئت تموج بالكثير من الأحداث والمواقف السياسية المتباينة.

وفي خضم الأزمات المستعصية والمصاعب المزمنة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، لم تتوقف دولة الإمارات عن جهودها الرامية إلى إحقاق السلام والعدل والأمن والاستقرار والتنمية، وقد قدّمت الكثير لصالح القضية الفلسطينية من خلال موقفها النابع من المبادئ والثوابت التي لم تفتأ تحكم نهج السياسة الخارجية للدولة، والتي تميزت طوال تاريخها بالمصداقية والوضوح والوسطية والانحياز لمصالح الأمة العربية وقضاياها العادلة.

وفي هذا المقام لا يَخفى على أحد أن يد المساعدة التي قدمتها وتقدمها دولة الإمارات في إطار دورها الإنساني المشهود، هي استمرار لنهج العطاء والخير الذي رسم معالمَه الواضحة وأرسى أُسسَه الراسخة المغفورُ له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويواصل السير على درب رؤيته الاستراتيجية في العطاء والشعور بالمسؤولية حيال الأشقاء، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وكانت القضية الفلسطينية ولا تزال أولوية كبرى لدولة الإمارات، وهي على رأس اهتماماتها دائماً، وهذا ما تعكسه جهودها المخلصة والمستمرة، في الماضي والحاضر والمستقبل. ولطالما كانت دولة الإمارات سبّاقة إلى كل جهد طيب ومثمر وبنّاء في سبيل قضايا الأمة العربية وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني في محطاته التاريخية المختلفة. ويشهد بذلك تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي والحاضر والمستقبل، كما تشهد به جهودها المخلصة لصالح السلام والتنمية والعمل المثمر البناء.

ونحن هنا في منطقة الخليج العربي لا يمكن إلا أن نفخر بوجود قائد مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لما يتمتع به سموه من نظرة استراتيجية ورؤية استشرافية ونهج واقعية طموح.. وكل هذا يحتاجه العربُ في المرحلة الحالية من مراحل تاريخهم المعاصر.

وبالنظر أيضاً لما يتمتع به سموُّه مِن مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، وما اكتسبه من تأثير واسع وحضور قوي بفضل جهوده الناجحة لصالح رأب الصدوع وإنهاء الأزمات وتحقيق التقارب بين أفرقاء الأزمات العالمية، سعياً لإرساء السلام والدفع به عبر كل الوسائل المتاحة، حفاظاً على البلدان والمجتمعات وصوناً لسلامة الإنسان وكرامته أينما كان.

*كاتب كويتي