في وقت لم يعد يفصلنا فيه عن يوم الاقتراع سوى شهرين ونيف، من الإنصاف أن نتساءل عما إنْ كان بإمكان دونالد ترامب الفوز في نوفمبر. فالسباق الرئاسي يبدو متعادلاً تقريباً في جميع الولايات المتأرجحة الرئيسية.

ولكن الأهم من ذلك بكثير بالنسبة لترامب هو سجل نجاحاته. ذلك أن الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر مناظرة سياسية قوية، وليس عبر تبادل الانتقادات اللاذعة. فوفقاً لاستطلاع رأي حديث لـ«جامعة هارفارد»، فإن 60% من الناخبين يرون أن الاقتصاد ضعيف. ما هو أبرز مقترحات هاريس لتقويته؟ الجواب: إجراءات لضبط الأسعار تقوم بها الحكومة.

والحال أنه خلال فترة توليها منصب نائب الرئيس، عانى الأميركيون من تضخم سنوي مؤلم بلغ 5 في المئة على أساس سنوي، فاقمه مشروعا قانونين للإنفاق يكلفان تريليونات الدولارات. وقد أدلت هاريس بصوتها الحاسم لصالح كلا المشروعين، ما حدا بزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر للقول إنهما لم يكونا ليريا النور من دونها.

وقد تحاول هاريس إلقاء اللوم على آخرين. ومنذ البداية، مثّلت الهجرة حجر الزاوية في حقيبة هاريس باعتبارها نائبة للرئيس، غير أن الوضع على الحدود الجنوبية تدهور بشدة، وكما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» العام الماضي، فإن عمليات عبور الحدود غير الشرعية ارتفعت في 2021 وسجلت أرقاماً قياسية في 2022 و2023. ونتيجة لذلك، ما فتئت المخدرات تتدفق عبر حدودنا. وفي 2020، كتبت هاريس تقول: «إن جدار ترامب الحدودي إهدار كامل لأموال دافعي الضرائب ولن يجعلنا أكثر أماناً». واليوم، ها هي تدعم مشروع قانون يتضمن أموالاً لبناء الجدار. اليوم، تقول هاريس إنها لن تعارض التكسير الهيدروليكي، غير أنها حين كانت عضواً في مجلس الشيوخ شاركت في رعاية قانون «الصفقة الخضراء الجديدة» – الذي يُعد بمثابة إعلان حرب على الوقود الأحفوري. والآن، لننظر إلى سجل ترامب: لقد غادر الرئاسة كواحد من أقوى الداعمين لإسرائيل منذ تأسيسها. وعلاوة على ذلك، تم احتواء إيران، وحملت رعايته للاتفاقيات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية وعداً بسلام دائم في المنطقة.

وفيما يتعلق بحلفائنا وخصومنا، قام ترامب بالقيادة من موقع قوة، وهو ما انتبه إليه اللاعبون السيئون، الذين فهموا تماماً موقف ترامب وباتوا يعرفون الخطوط التي لا يمكن تجاوزها.

ومنذ اليوم الأول، ركز ترامب على إيجاد كل الوسائل الممكنة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك استخدام صلاحية «المادة 42» لإبعاد المهاجرين في الحدود الأميركية المكسيكية وتطبيق معايير صارمة لطلبات اللجوء. كما أصدرت إدارتُه تعليمات لوكالات إنفاذ القانون على الحدود بوقف سياسات القبض والإفراج. وأمّن تمويلَ الجدار الحدودي. وعلاوة على ذلك، تعهد ترامب بترحيل المهاجرين الذين انتهكوا القانون والموجودين هنا بشكل غير قانوني عندما يعود إلى الرئاسة. كما يعتزم دعم ضباط إنفاذ القانون على حدودنا، وتطبيق القوانين الموجودة، والانتهاء من بناء الجدار.

وأخيراً، هناك الاقتصاد. ففي استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»/ كلية «سيينا كوليدج» في أغسطس الماضي في ولايات ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن، قال الناخبون المسجلون، إنهم يثقون في ترامب للقيام بعمل أفضل في الاقتصاد من هاريس بـ9 نقاط.

وفي استطلاع أجرته شبكة «سي إن بي سي» وصدرت نتائجه الشهر الماضي، قال الناخبون المسجلون، إنهم سيكونون أفضل حالاً من الناحية المالية إذا فاز ترامب بنسبة 19 نقطة. وهذا ليس من قبيل الصدفة. وخلاصة القول، إن لترامب سجلاً طويلاً من الإنجازات التي حققها لصالح الشعب الأميركي، مما يزيد من احتمال فوزه.

ليندسي جراهام*

*سيناتور أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»