منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت القيادة السياسية، أهمية الطاقات البشرية في تفعيل مسيرة التنمية، وبناء المشروع الوطني والحضاري للشعب الإماراتي. وسخرت الإمارات كل الطاقات البشرية لبناء الدولة الحديثة المتميزة، وتوجيه كل فئات الشعب في سبيل تحقيق الغاية الأهم، وهي التنمية الشاملة لتصبح الإمارات في الصدارة.

القيادة الرشيدة تحشد كل الطاقات والعقول البشرية، ولهذا حظيت المرأة الإماراتية بدعم على وجه خاص، منذ تأسيس دولة الاتحاد، وتحظى باهتمام بالغ ورعاية وتشجيع، وأصبح دورها في بناء المجتمع ومسيرة تنميته واضحاً بقوة في المجالات كافة. المرأة الإماراتية محظوظة جداً باستمرار هذا الدعم اللامحدود، من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهذا الدعم المستمر بقوة أتاح الفرصة للمرأة الإماراتية كي تتميز، وتصل إلى مستويات متقدمة من العلم والمعرفة والخبرات والتفوق والعطاء والإبداع.

وشهدت الإمارات اهتماماً متزايداً بقضايا المرأة وشؤونها في كل قطاعات الدولة ومجالاتها، وأصبح يوم المرأة الإماراتية، الذي يتم الاحتفال به كل عام يوم 28 أغسطس، فرصة لتأكيد الاهتمام بالمرأة الإماراتية، والاحتفاء بإنجازاتها. في الإمارات، أصبح دعم المرأة من أولويات السياسة التنموية، وانعكس هذا الاهتمام جلياً على المستويات، سواء حكومية أو أهلية. ويدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن المرأة الإماراتية تشكل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كبيرة جداً في خدمة الوطن وتربية أجياله، ولذلك يؤكد باستمرار«إن المرأة في وطننا مصدر فخرنا الدائم بما تمارسه من دور وتبذله من تضحيات، وأمهات الشهداء نماذج ملهمة لتلك التضحيات، تاريخنا عريق بإسهامات المرأة، وحافل بقصص النجاح والتضحية ودورها اليوم مكمل لهذه المسيرة العطرة، ونحن على ثقة باستمرارها وتطورها».

الإمارات سباقة في دعم وتمكين المرأة من خلال التعليم والتشجيع، وفتح المجال لها كي تقوم بأداء دورها الوطني عبر مساهماتها الاجتماعية، وهو نهج أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعمل من أجله في وقت مبكر، من خلال تقديم كل الدعم والتشجيع والمساندة والتسهيلات، وإزالة العقبات أمام المرأة، لتشق طريقها الصحيح بتفوق ونجاح، وتحقق أقصى طموحاتها، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على تطور المجتمع. الدعم التواصل الذي تقدمه القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية مكّنها من القيام بدور تنموي بارز، وجعلها تصل إلى مراكز متقدمة ومناصب قيادية في الدولة.

وهناك عوامل ساعدت على تميز المرأة الإماراتية وحضورها الفاعل في المجالات كافة، ومن أهم هذه العوامل توفير البيئة المناسبة والقواعد التشريعية والقانونية الواضحة والداعمة والمساعدة والمساندة، التي مكنتها من المشاركة الإيجابية في مسيرة البلاد ونهضتها، لذلك المرأة حققت الكثير من مكاسب الوطن وتساهم بقوة في تقدمه، وذلك كله نتيجة لما تتلقاه من دعم ومساندة من القيادة الإماراتية، الحريصة دوماً على تشجيع المرأة.

ولا شك أن المرأة الإماراتية أثبتت أنها قادرة على تحمل المسؤولية مع الرجل. وكان ولا يزال دورها في الجانب الإنساني مميزاً وفاعلاً بشكل خاص، كما أن ولوج المرأة الإماراتية المتعلمة في مجالات العمل المتنوعة أدى إلى ظهور قيادات نسائية فاعلة مسلحة بالعلم والمعرفة والخبرة.

*كاتب سعودي