تُشير النتائج التي كشف عنها «مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية»، الذي ينبثق عنه برنامج «نافس»، بشأن بلوغ عدد المواطنين في القطاع الخاص بنهاية يوليو 2024 أكثر من 113 ألف مواطن، ووصول عدد المواطنين المنضمين إلى القطاع الخاص منذ إطلاق «نافس» وما زالوا على رأس عملهم نحو 81 ألفاً، إلى تحقيق البرنامج نتائج مهمة بعد ثلاثة أعوام من إطلاقه من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم سخي بلغ 24 مليار درهم، وإطلاق العديد من التشريعات الداعمة والمحفزة للتوطين في القطاع الخاص.
وتعكس هذه النتائج نجاح الرؤى الاستراتيجية لقيادتنا الرشيدة بشأن دعم القطاع الخاص وتعزيز دور المواطنين في تطويره والارتقاء بأدائه ومخرجاته في المجالات كافة، كما تجسد حرص الدولة على تمكين مواطنيها وتأهيلهم للمنافسة باقتدار، وتحقيق التفوق والتميّز، ليتولوا قيادة هذا القطاع المهمّ الذي يُعدّ دعامة أساسية لاقتصاد الدولة ومصدراً مهماً لتوليد فرص العمل.
وكمؤشر على الاهتمام المتواصل الذي توليه دولة الإمارات لقضية التوطين، فقد استقبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة رئيس مجلس إدارة مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، يوم الأربعاء الماضي، فريق عمل المجلس، حيث أشاد سموه بالنتائج التي تم تحقيقها والمبادرات النوعية الهادفة إلى دعم الكوادر المواطنة وتمكينها للعمل في القطاع الخاص، كما ثمن التعاون القائم بين مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية وشركائه من القطاعين الحكومي والخاص، والذين كان لتعاونهم والتزامهم أثر مهم في دعم ملف التوطين في الدولة.
وتُظهر بيانات وزارة الموارد البشرية والتوطين، التزام أكثر من 94.9% من الشركات بقرارات وسياسات التوطين، وهو ما يؤكد حرص القطاع الخاص على الوفاء بالمطلوب منه واضطلاعه بمسؤولياته ضمن الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين الحكومي والخاص في ملف التوطين، وذلك في إطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي برفع نسب التوطين في منشآت القطاع الخاص التي تضم 50 موظفاً فأكثر بمعدل 2% سنوياً للوظائف المهارية، ابتداءً من عام 2022، وتحقيق معدل زيادة إجمالي بنسبة 10% في عام 2026، وذلك بالتوازي مع تقديم الحوافز للمنشآت المتميزة التي تحقق إنجازات نوعية في تدريب وتوظيف المواطنين.
ولا تقتصر مهمة «نافس» على تعزيز حضور المواطنين في القطاع، وهي قضية بالغة الأهمية، وإنما تشمل كذلك تعزيز مهاراتهم القيادية وتأهيل جيل جديد من القيادات المواطنة للعمل في القطاع الخاص، وقيادته نحو آفاق أوسع في مجال التنمية الشاملة، وذلك من خلال العديد من الآليات، منها التعاون مع «برنامج قيادات حكومة الإمارات» الذي يتبنى نموذجاً تدريبياً شاملاً يعتمد على أساليب مبتكرة وفق أفضل الممارسات في مجال تنمية المهارات القيادية، تشمل التعلم المباشر من خلال نخبة من الخبراء في مجال القيادة، إلى جانب مجموعة من التجارب والتدريبات العملية والزيارات الميدانية لأفضل المؤسسات داخل الدولة وخارجها.
وضمن جهود التحضير للمرحلة المقبلة، لتعزيز نجاح «نافس»، أكد معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، أن المرحلة التالية ستشهد إطلاق استراتيجيات جديدة وخطط تهدف إلى ضمان استمرارية واستدامة التوظيف في القطاع الخاص، عبر تنفيذ مبادرات وسياسات حكومية تركز على استدامة توطين الوظائف في القطاعات المستهدفة، وإطلاق برامج تأهيلية متقدمة للمواطنين تتماشى مع احتياجات سوق العمل.
ومن بين هذه المبادرات، سيتم تنفيذ برامج لتطوير الكوادر في القطاعات الطبية والصحية، وتطوير الكوادر التعليمية، بالإضافة إلى برنامج التدريب المهني والعملي للطلاب من الصف التاسع حتى السنة الأخيرة من التعليم العالي. كما سيتم تقديم برامج أخرى تدعم عملية التوطين وتحفز نموها وتطورها.
إن دولة الإمارات تدرك الأهمية الكبرى للقطاع الخاص لتعزيز عملية التنمية المستدامة، وتعمل المؤسسات المعنية فيها على تعزيز حضور المواطنين في مؤسسات هذا القطاع المختلفة، على النحو الذي يدعم تحقيق الأهداف التنموية الكبرى التي تتطلع إليها الدولة لتعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية