شاركت الإمارات، في الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار «العمل من أجل الإنسانية» للتأكيد على أهمية تضافر الجهود لمواجهة الأزمات الإنسانية الدولية. وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقدم الإمارات مساعدات إنسانية ضخمة: لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، وحماية الكرامة الإنسانية عبر العالم.
كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن المسيرة الإنسانية للإمارات تعبر عن هويتها وطبيعتها ودينها.
من جهة أخرى، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تعزز في كل يوم ريادتها للعمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وتضيف بعداً جديداً ومكتسبات إضافية لرؤيتها في تحسين جودة الحياة في المجتمعات الأقل حظاً.
وأضاف سموه: «في هذه المناسبة لا بد أن نستصحب الإرث الذي تركه لنا نصير الإنسانية، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس نموذجاً فريداً في العمل الإنساني، وقدم للعالم تجربة قل نظيرها في صون الكرامة الإنسانية».
في هذه المناسبة الإنسانية العالمية، نستحضر قيمة الإنسان، عندما يجد من يقف معه ويشاركه مشاعره، بما يطمئنه، في ظل المتغيرات والحروب وتغير المناخ، ما يجعل الإنسان رهين العزلة التي تحيط به، من هنا تجلت لدى المنظمات الإنسانية، قيمة المشاركة في تقديم العون والمساعدة، لأولئك الذين لا يسعفهم المال والحال لتحقيق احتياجاتهم الإنسانية من الطعام والدواء والإيواء، فيما كمنت المشاعر الإنسانية، لدى قيادات تتمتع بقيم إنسانية رفيعة، لها من الرغبة والإرادة، ما تروم تقديمه من عون إلى المجتمع الذي يعوزه الحال ويحتاج إلى المساعدة، وهذا ما تحقق في دولة الإمارات بقيادتها الفذة وفيضها الإنساني النبيل. 

وبالإضافة إلى احتفاء دولة الإمارات باليوم العالمي للعمل الإنساني 2024، فإنها تشارك في الاحتفال بالمناسبة مع الهيئات الدولية المعنية، مثل المنسقة المقيمة ومفوضية شؤون اللاجئين، واتحاد الصليب والهلال الأحمر، وبرنامج الأغذية العالمي ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي وبرنامج دبي للعطاء، والمؤسسات والجمعيات الخيرية على مستوى الدولة.

ودولة الإمارات رائدة في تقديم المساعدات الإنمائية، وبحسب التقديرات، فإن حجم المساعدات المقدمة خلال الـ 50 عاماً الماضية بلغ نحو 320 مليار درهم، ووصل عدد الدول المستفيدة نحو 178 دولة. ومن أبرز ما قامت به دولة الإمارات على الصعيد الإنساني خلال عام 2024، ما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن دولة الإمارات تحتل المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. يشير ذلك إلى التزام راسخ، لدولة الإمارات بضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث تبرعت الإمارات بمبلغ 204 ملايين دولار حتى الآن، بما يمثل 13% من إجمالي تدفقات التمويل الإنساني لفلسطين.

وحدثت طفرة كبيرة في قيمة المساعدات الخارجية المقدمة من دولة الإمارات خلال عام 2022، بنسبة زيادة بلغت 12 في المائة عن العام السابق. وفي سياق متصل، ضخت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خلال عام 2023، ضمن الأعمال الخيرية، نحو 1.8 مليار درهم، وهي مساهمات خيرية أحدثت أثراً إيجابياً في حياة 111 مليون مستفيد في 105 دول حول العالم. وبحسب المعلومات الصادرة عن المؤسسة، فإن عدد المستفيدين من مبادراتها زادوا بواقع 9 ملايين مستفيد مقارنة بعام 2022.

الإمارات أيقونة عالمية، في المساعدات الإنسانية، ودورها في هذا المجال ريادي عربياً ودولياً، ولنا في غزة نموذج حي، في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية المتواصلة، للأسر والنازحين بإقامة المستشفى المتنقل والمستشفى العائم، في غزة، بجانب محطة تحلية المياه.الإمارات من الدول القليلة جداً، التي واصلت تقديم العون والمساعدة لأسر غزة، بينما أصحاب الشعارات من بعض الدول، الذين ملأوا الشوارع بالهتافات والصخب، تواروا عن الأنظار، عندما اشتدّت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

*سفير سابق