في الكويت يستمر نبع الخير دائماً ومستداماً طالما هناك سعي متواصل نحو الخير من أجل الإنسانية، وبهدف تقديم الدعم والغوث بكافة أشكاله لأي دولة أو بقعة في جميع أنحاء المعمورة.
ففي وسط المشاكل التي يموج بها العالم، وفي ظل مظاهر الفقر والعوز وندرة الموارد في مناطق عديدة، إضافة إلى مآسٍ ومشكلات، في وسط هذا كله، تبرز بادرة خير بالغة الأهمية تتمثل في أيقونة الخير، وهي الصندوق الكويتي للتنمية، وقد أتى ذلك كرسالة من الشعب الكويتي تقول: «إننا لن ننسى أصدقاءنا المحتاجين». وعندما تم إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، كان مؤسسة تعمل في بداية الأمر على مساعدة الدول العربية وفقاً لقانونها الأساسي. وكان غرض الصندوق يتمثل في مساعدة الدول العربية والدول النامية الأخرى في تطوير اقتصاداتها.
أنواع أنشطة الصندوق تتضمن تقديم القروض والضمانات، تقديم المنح على سبيل المعونة الفنية، وتوفير أنواع المعونة الأخرى. والإسهام في رؤوس أموال مؤسسات التمويل الإنمائي الدولية والإقليمية وغيرها من المؤسسات الإنمائية وتمثيل دولة الكويت فيها.
نطاق عمليات الصندوق تركزت بشكل أساسي على قطاعات الزراعة والري والنقل والاتصالات والطاقة والصناعة والمياه والصرف الصحي، ثم أضيفت إليها قطاعات أخرى تشمل عمليات الأبنية التعليمية والصحية. هنا - ولاشك - فإن هذا الأمر يجعلنا نقف وقفة عز وإجلال لما قام به الصندوق الكويتي للتنمية.
النهج الذي تسير عليه دولة الكويت مفخرة وأمر يثلج الصدر في استمرار مسيرة الخير والتقارب ليس على المستوى المساعدات فقط، وإنما على مجالات وأصعدة أخرى متعددة، ومع دول مختلفة أيضاً وفي أي مكان من العالم.
ومن ناحية أخرى، فإن الصندوق يبث رسالة خير في الخليج عامة وفي دولة الكويت خاصة.. نتمنى لهذا النهج الإنساني التوفيق والاستمرارية، وأن يعم الخير هذه البقعة الطيبة المعطاءة، لتكون ذخراً لكل الشعوب العربية والعالمية. وفي بادرة تمثل قمة في الإيثار والعطاء للأجيال القادمة، ولكي تستمر دولة الكويت نبعاً للخير لا ينضب ولا يتأثر مهما كانت الظروف.. فشكراً لنبع الخير دولة الكويت.
*كاتب كويتي