منذ مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في إيران، وحالة ترقب تسيطر على منطقة الشرق الأوسط، بانتظار الرد الإيراني الذي توعدت به، مما يؤدي إلى فقدان عنصر المباغتة الذي يضمن تأثير الهجوم العسكري، وكذلك التصعيد المحتمل ضد إسرائيل من قبل الميليشيات الموالية لإيران.
في هذا السياق، يرى معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن «ما تشهده المنطقة من تطورات وأحداث جسيمة من بيروت إلى طهران، وعلى أكثر من صعيد مقلقة للغاية. التصعيد وردود الفعل غير المحسوبة..والأوضاع في المنطقة شديدة الخطورة والحرب في غزة أكبر دليلٍ عليها. لكنّ اللاعبين تزايدوا، وصاروا إقليميين ودوليين». 
من جهة أخرى، أدرك رئيس الوزراء نتنياهو أن الموازين، اختلت بواشنطن مع انسحاب بايدن، وباتت لديه عدة أهداف، ومنها، تأكيد زعامته الداخلية، ورسم خارطة طريق جديدة، وطرحها على الرئيس الأميركي القادم، فإذا كانت «كامالا هاريس»، فهذا يعني أنها ستجد واقعاً عليها التعامل معه.
تتزايد الجهود العربية والدولية لتجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، ودعوة جميع الأطراف لممارسة أكبر قدر من ضبط النفس، وتحمل أكبر قدر من المسؤولية لضمان أمن الشعوب.
في السياق، يخطط وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لزيارة القاهرة والدوحة، خلال الأيام المقبلة، للدفع نحو إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تصعيداً عسكرياً وسياسياً، خلال الأسابيع الماضية.
وأوضح المصدر أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ستشمل الأردن، وعدداً من دول المنطقة وإسرائيل، مؤكداً أن واشنطن تتخوف من اندلاع حرب إقليمية مفتوحة تؤدي لحالة عدم استقرار أمني وسياسي في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء نتنياهو قد طرح مطالب جديدة، تتضمن تشكيل آلية دولية لمنع نقل الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، حسبما أكد موقع «أكسيوس» الأميركي.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن حركة «حماس» تحول دون التوصل لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بإصرارها على مطالبها: بالانسحاب من محور فيلادلفيا جنوب القطاع، مؤكداً أنه «لن يفعل ذلك». والجيش لن ينسحب من فيلادلفيا ومعبر رفح، اللذين وصفهما بأنهما «أنابيب الأكسجين لحماس التي ستسمح لها بالتسلح واستعادة قوتها». في ذلك، نفت مصر مزاعم رئيس الوزراء نتنياهو، بشأن نفق فيلادلفيا، بأنه أخفق ويتهرب، من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفيما يتعلق بحركة «حماس»، يلخص الأستاذ عبد الرحمن الراشد، بمقاله المعنون بـ«هنية ضحية للسنوار»، ما يمكن اعتباره حقيقة مغيبة إعلامياً، وهي أن السنوار وهنية كانا في تنافس وخصومة، و«مستقبل (حماس) قضى عليه نتنياهو والسنوار، وأصبحت الحركة، وكذلك قطاع غزة ضحية لحسابات المتطرفين، ومعهم طهران التي قرَّرت في أواخر العام الماضي، أن تجرّبَ تغييرَ قواعد اللعبة الفلسطينية، ومنع قطار المصالحات الإقليمية».
الإمارات لديها مقاربتها تجاه الأوضاع المقلقة في المنطقة، وتتمثل في أن الأمر يتطلب إرادة سياسية من دول الشرق الأوسط، من أجل العمل على تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، التي تؤمن دولها بأن السلام والاستقرار لن يتحققا، إلا بتسوية النزاع العربي الاسرائيلي، فهو القضية المركزية والحيوية لعموم أبناء المنطقة وحله العادل مفتاح للسلام والاستقرار، ومن دون ذلك ستظل دوامة العنف مستمرة وتتضاعف خطورتها !؟
وترى الإمارات، أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وذلك بالانسحاب الاسرائيلي الى خطوط الرابع من يونيو للعام 1967 بما يشمل مدينة القدس الشرقية ومرتفعات الجولان السوري المحتل، وما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة وتحقيق السلام العادل والشامل، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
* سفير سابق