هل سيأتي وقت تستغني فيه المنازل عن التيار الكهربائي الواصل عن طريق كوابل وعدادات وفواتير شهرية؟ في هذه الصورة يقوم «هايكو بيلين» بتركيب لوح لتوليد الطاقة الشمسية في منزله بمدينة «دوسلدورف» في ألمانيا، حيث أصبح الناس في جميع أنحاء البلاد يقومون بتركيب مثل هذه الألواح خفيفة الوزن وسهلة التركيب، دون الحاجة إلى كهربائي أو إلى أي أدوات ثقيلة.

ويكفي الواحدُ من هذه الألواح المستخدمة على نطاق واسع في ألمان، لتشغيل ثلاجة صغيرة، وكلما زاد عدد الألواح زادت كمية التيار الكهربائي المتوفر إلى أن يصبح كافياً لتلبية احتياجات البيت ككل. وفي جميع أنحاء ألمانيا، تقود هذه الألواح تحولاً هادئاً في إطار الثورة الخضراء التي أصبح عنوانها الأبرز ألواح الطاقة الشمسية.

وقد تم بالفعل تركيب أكثر من 500 ألف وحدة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في جميع أنحاء ألمانيا، حيث ساهمت القوانين الجديدة التي خففت قواعد تركيب الألواح الشمسية، في دفع التحول نحو الطاقة الخضراء. ووفقاً لمعطيات رسمية، فقد أضافت البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري، 9 جيجاوات من الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية والألواح الكهروضوئية.

وكجزء من مساعيها للتخلي عن الاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد، تتطلع دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها ألمانيا، إلى مضاعفة كمية الكهرباء المولدة من خلال مصادر الطاقة الكهروضوئية بحلول عام 2030، إلى 600 جيجاوات. وتهدف ألمانيا إلى إنتاج ثلث هذا الرقم بحلول العام نفسه، ويتوقع أن تضيف هذا العام المزيدَ من سعة الطاقة الشمسية أكثر من أي دولة أوروبية أخرى.

وإن كان بعض الألواح الشمسية المباعة في ألمانيا مصنوعاً محلياً أو في بلدان أوروبية أخرى، فإن معظمها يتم إنتاجه في الصين التي استطاعت فرض هيمنتها على السوق العالمية لصناعة الألواح الشمسية، وبتكاليف أقل وكفاءة أعلى بشكل متزايد. وقد حاولت الشركات الألمانية الصمودَ في وجه المنافسة الصينية، لكن المستهلكين الألمان المتعطشين إلى الطاقة النظيفة، والمجانية أيضاً، أصبحوا زبائن للألواح الصينية أكثر من غيرها. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)