في خضم هذه الانتخابات الرئاسية الأميركية الأكثر أهمية، أخصص نهاية هذا الأسبوع للانخراط في طقوس تاريخية: لم شمل الأسرة السوداء. إنه تقليد نشأ في حقبة ما بعد التحرر عندما سعى الرجال والنساء المستعبدون سابقاً إلى لم شملهم مع أفراد أسرهم الذين انفصلوا عنهم أو باعهم المستعبدون.
ويوضح إعلان في صحيفة «تينيسي» عام 1865، مرسل من المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، هذا المسعى: «يرغب دوف في معرفة مكان وجود والدته أرينو وأخواته ماريا ونيزيا وبيجي وشقيقه إدموند، الذين كانوا مملوكين لشركة جيو دوف، من مقاطعة روكينجهام، وادي شيناندواه، وفيرجينيا التي بيعت في ريتشموند. وتم نقل إدموند إلى ناشفيل بولاية تينيسي بوساطة جو ميك، وتم ترك أرينو في إيجل تافيرن».
ويوضح المتحف: «بينما اجتاحت موجات التحرر البلاد، سعى العديد من الأميركيين من أصل أفريقي إلى لمِّ شملهم مع أفراد الأسرة المفقودين وتحديد أدوار الأسرة ومسؤولياتها بطرق اعتقدوا أنها تناسب ظروفَهم الجديدة. لقد سلطت جهودُهم الضوءَ على أهمية الأسرة كأساس لمكانتهم كأشخاص أحرار».
إن الاتحاد بشكل دوري مع الأحباء، بغض النظر عن حجم التجمع، كان وما يزال قوة دافعة، لكنها غير ملحوظة في تعزيز الروابط في مجتمع السود. وهذا ما يفسر سبب اجتماع أكثر من 100 من أفراد عائلتَي «ستون» و«ووكر» وأصدقائهم في نهاية هذا الأسبوع للاحتفال بـ«جاني وستيرلنج ستون» و«ليتي وجو ووكر».
إنهما زوجان من ولاية ميسيسيبي انضما في القرن الـ19 لإنتاج إرث، وكانا يأتيان إلى المدينة من مناطق مثل سياتل وديترويت وشيكاغو ولوس أنجلوس. وسيأتي آخرون من ويست هارتفورد، وكونيتيكت، وفيلادلفيا، وبروكلين وبرونكس، ونيويورك. وسيرسل كلاركسديل، ميس، وبيمبروك باينز عائلاتهم أيضاً.
سأكون في مكان الحادث كزوج لجوين، والتي يرجع نسبها إلى والدتها هنري ووكر ستيوارت جود، وإلى ليتي وجو ووكر من مدينة أوكولونا في شمال المسيسيبي. وكما هو الحال مع لقاءات لم شمل العائلات التي تجري في جميع أنحاء البلاد، ستكون عطلتنا نهاية الأسبوع مليئةً بسرد القصص والتقييم. سنتذكر ونضحك ونصرخ ونذرف الدموع. سيقوم الكبار بتثقيف الصغار حول الأشياء التي لن يتعلموها في المدرسة.
ستكون عطلة نهاية الأسبوع مخصصة لإعادة الاتصال بالجوانب الأوسع للحياة في أميركا اليوم. فكيف يمكننا، حتى في المناسبات الاحتفالية، ألا نتحدث عن قضايا تمس حياتَنا اليوميةَ مثل الصراع الاجتماعي والسياسي والثقافي العميق الذي يمزق بلادنا؟إن الأشقاء والعمات والأعمام وأبناء العمومة والآباء المجتمعين تحت مظلة ستون ووكر متنوعون مهنياً بقدر ما هم متفرقون جغرافياً.
وسيكون من بين الحضور خبراء الاتصالات والمهنيون الطبيون والمعلمون والطلاب والمحامون وممثلو النقابات العمالية ورجال الأعمال والسياسيون والمسؤولون الحكوميون الحاليون والسابقون والعاملون في المجتمع. لذا، سيكون هناك حديث عن كيفية رؤية الأشياء من مكانها. وسيتم تخصيص الكثير من الوقت لالتقاط الصور وارتداء القمصان العائلية. لن نقيم عرضاً، ولكن سنتناول الطعام معاً ونعترف بأن عائلة اليوم تعكس الروابط المرتبطة بالحب، وليس دائماً الدم أو الجنس. وسينعكس ذلك في وجوه الحاضرين.
ورغم أني لا أستطيع التأكد من ذلك، فأنا على استعداد للمراهنة على أنه في سياق المشكلات المهمة التي تواجه عائلة ستون ووكر، وكذلك في لم شمل العائلات السوداء في جميع أنحاء البلاد، فإن الاسمين جو بايدن ودونالد ترامب سيتم ذكرهما أثناء المحادثة. ولن يكون الرؤساء، الحاليون والسابقون، موضوعاً للمناقشات السياسية الرسمية، فهذا ليس الغرض من لم الشمل، لكني أظن أن الأقارب سيتحدثون عنهم، وأن المحادثة قد تنجرف إلى ما ينتظرنا في المستقبل بالنسبة لسلالة ستون ووكر والتجمعات المماثلة لمجموعتهم في جميع أنحاء البلاد. وبالتأكيد، فإن القوى المسببة للانقسام التي تستخدم الخوف والكراهية طليقة في الأرض.
إن الملحمة التي بدأت في عائلات ليتي وجو ووكر وجاني وستيرلنج ستون في ميسيسيبي، عندما كان القطن هو الملك وكان الغوغاء يعرفون ذلك، إلى حيث توجد ذريتهم الآن، كانت وما تزال معركة شاقة. تعلمنا التجربة المؤلمة الحقيقة القاسية المتمثلة في أنه يتعين على كل جيل أن يحقق نفس الانتصارات مرة أخرى. ومن هنا تأتي أهمية لقاء نهاية هذا الأسبوع. إن مرونة العائلة، كما تنعكس في لم شمل ستون ووكر، هي مفتاح النجاح.
كولبرت كينج*
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»
*كاتب سياسي أميركي