بعد يوم من أداء جو بايدن المتردد في المناظرة الرئاسية الأولى، كشف البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، عن خطط لاستضافة قمة، هي الأولى من نوعها، مع منشئي المحتوى عبر الإنترنت في أغسطس المقبل. يهدف مؤتمر البيت الأبيض لاقتصاد المبدعين إلى منح منشئي المحتوى فرصة لمناقشة أولوياتهم مع كبار مسؤولي الإدارة، وسيغطي موضوعات تشمل الذكاء الاصطناعي والخصوصية والصحة العقلية، وفقاً لإعلان البيت الأبيض الصادر في «فيد كون» VidCon، وهو تجمع سنوي لمنشئي المحتوى في أنهايم، بكاليفورنيا.

وقال «كريستيان توم»، مدير الاستراتيجية الرقمية في إدارة بايدن: «هذه فرصة لآلاف المبدعين والمهنيين في الصناعة الذين يفكرون في اقتصاد المبدعين كل يوم للمشاركة في المناقشات». يُذكر أن إدارة بايدن قد بذلت جهداً غير مسبوق لجلب منشئي المحتوى إلى نطاق البيت الأبيض، واستضافتهم في حفلات الاستقبال وحفلة عطلة مخصصة للمؤثرين في العام الماضي. ودخلت الإدارة في شراكة مع المؤثرين لنشر الأخبار حول مبادرات مثل طرح لقاح فيروس كورونا وحزمة إنفاق بايدن «إعادة البناء بشكل أفضل»، وأطلعتهم على القضايا الرئيسية مثل الحرب على أوكرانيا.

ومع ذلك، في حين أن العديد من المبدعين كانوا يحضرون بفارغ الصبر أحداث وحفلات البيت الأبيض، فإن حملة إعادة انتخاب بايدن تكافح من أجل حشد دعم بعض المبدعين الشباب المؤثرين، من الجيل «زد» (المواليد من منتصف التسعينيات إلى أوائل عام 2010). وكانت سياسات الرئيس بشأن الحرب في غزة، وتغير المناخ، ودعم الحظر المحتمل على تطبيق «تيك توك»، قد دفعت بعض المؤثرين من الجيل «زد»، والذين كانوا يدعمونه في عام 2020، إلى القول إنهم لا يدعمون حملة إعادة انتخابه.

ومنذ انضمامه إلى تطبيق «تيك توك» في فبراير، تمكن بايدن من جمع 390 ألف متابع فقط على التطبيق، وهي شريحة صغيرة جداً من متابعي نفس التطبيق لدونالد ترامب، الذين يزيد عددهم على 7 ملايين. في «فيد كون» بأنهايم هذا الأسبوع، كان عدم الرضا عن بايدن واضحاً في كيفية رد فعل بعض المبدعين على مناظرته مع ترامب والإعلان عن قمة أغسطس التي كان من المفترض أن تقربهم من البيت الأبيض. في مساء يوم الخميس، اجتمع أكثر من عشرة من منشئي المحتوى معاً في منزل على طراز ميكي ماوس لمشاهدة المناظرة، التي اعتبرتها المجموعة بشكل جماعي فاشلة لبايدن. وأعرب الجميع تقريباً عن أملهم في انسحابه من السباق.

قال أحد أبرز مستخدمي تطبيق «يوتيوب» الذي لديه أكثر من مليون مشترك، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لوصف المناقشات السرية، إنه تم الاتصال به لدعم إعادة انتخاب بايدن على قنواته في الأشهر الأخيرة لكنه رفض. وفي يوم الجمعة، كان بعض منشئي المحتوى في «فيد كون» غير مقتنعين بالمثل بالإعلان عن مؤتمر اقتصاد المبدعين في البيت الأبيض. قال أحد منشئي المحتوى الذي يحمل اسم «كونشس لي» Conscious Lee ولديه 2.6 مليون متابع على تيك توك، إنه غير متأكد مما إذا كان سيحضر إذا طُلب منه ذلك. وقال لي: «لا أعتقد أنهم يقدرون اقتصاد الإبداع بسبب كيفية تجريم إنشاء المحتوى من خلال حظر تيك توك»، مضيفاً أنه يكره سياسات الحزب الديمقراطي بشأن غزة.

وقالت «أريانا ياسمين أفشار»، وهي مبدعة من الجيل «زد» ومقيمة في أوكلاند، بكاليفورنيا، ولها أكثر من 250 ألف متابع على تيك توك، وتنشر مشاركات عن الأخبار والسياسة، إنها سترفض إذا تمت دعوتها. وقالت: «باعتباري مبدعة مسلمة وشرق أوسطية، أفضل أن يتناول قضايا مثل فلسطين، بدلاً من استضافة أحداث غبية للمبدعين». وقال توم، مسؤول البيت الأبيض الذي أعلن عن القمة في (فيد كون)، إن إدارة بايدن تعتزم استغلال الحدث للاستماع إلى مخاوف منشئي المحتوى.

وأضاف: «هناك حاجة إلى أن لمجتمع المبدعين صوت مسموع، وفرصة لزملائي والبيت الأبيض لسماع بعض هذه الأشياء مباشرة منكم جميعاً لأول مرة». ورحبت «سعدية ميرزا»، وهي منشئة محتوى تبلغ من العمر 39 عاماً من هيوستن، بهذه المشاعر، لكنها قالت إنها غير متأكدة من أن النقاشات ستؤدي إلى أي نتيجة. وقالت: «أعتقد أنه من الرائع أن يجري مسؤولو بايدن محادثات، لكنهم لا يجرون المحادثات الصحيحة، إذ أنه يتم إسكات وسائل التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالمحتوى السياسي في الوقت الحالي، بما في ذلك حظر تيك توك الوشيك الذي وقّع عليه بايدن. إنه يجعل صوتي الفعلي ومنصتي يشعران بالتقليل من قيمتهما.

تايلور لوريتز*

*كاتبة أميركية متخصصة في التكنولوجيا

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»