تبرز دولة الإمارات كنموذج يحتذى به في تبني أفضل الممارسات العالمية في القيادة والإدارة، وتعكس جهودها في هذا السياق التزامها الراسخ ببناء مستقبل أفضل لشعبها وللمجتمع الدولي على حد سواء، من خلال الاستثمار في تطوير الكفاءات القيادية، وهو ما يعزز فرص ترسيخ التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي أو الدولي.
وفي خطوة تعكس التزامها الدائم بتطوير الكفاءات القيادية وتعزيز التعاون الدولي، أعلنت دولة الإمارات إطلاق ثاني دورات البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين، وهو البرنامج الذي يندرج في إطار رؤية الإمارات 2030 الهادفة إلى بناء حكومات مستقبلية تواكب التحديات العالمية وتعزز كفاءة الأداء الحكومي عبر تبنِّي أفضل الممارسات العالمية في القيادة والإدارة. يهدف البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين إلى تطوير القدرات القيادية لدى للمديرين الحكوميين من مختلف دول العالم، من خلال توفير تدريب متقدم ومكثف يغطي مجالات متنوعة تشمل القيادة الاستراتيجية، وإدارة التغيير، والابتكار في القطاع الحكومي، والحوكمة الرشيدة، ويتميز البرنامج بنهجه العملي والتفاعلي الذي يتيح للمشاركين الفرصة لتطبيق المفاهيم النظرية على حالات دراسية واقعية، إضافةً إلى تبادل الخبرات والمعارف مع نخبة من الخبراء العالميين.
ولا شك أن إطلاق هذا البرنامج يعكس الدور الريادي، الذي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقه على الساحة الدولية في مجال تطوير القيادات الحكومية. ويعد البرنامج خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات القيادية العالمية، ويتيح فرصة ثمينة للمديرين الحكوميين من مختلف الدول لتبادل الخبرات والمعارف، ما يُسهم في بناء شبكة دولية من القيادات الحكومية القادرة على مواجهة التحديات المشتركة والتعاون في إيجاد حلول مبتكرة، ويوفر للمشاركين تدريباً مكثفاً على أحدث الأساليب والممارسات القيادية، لتعزيز قدرتهم على قيادة التغيير والتحول في مؤسساتهم الحكومية بفعالية وكفاءة.
كما يسهم البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين أيضاً في تزويد المشاركين بالأدوات والتقنيات اللازمة لتحفيز الابتكار وتعزيز الأداء الحكومي، من خلال التركيز على الابتكار في القطاع الحكومي، ما ينعكس إيجابيّاً على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. ويساعد البرنامج المشاركين على فهم أفضل لمفاهيم الحوكمة الرشيدة وكيفية تطبيقها في مؤسساتهم، وهذا من شأنه تعزيز الشفافية والمساءلة وضمان تحقيق أعلى مستويات النزاهة في العمل الحكومي. وقد حققت الدورة الأولى من البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين نجاحاً كبيراً، واستفاد المشاركون بشكل كبير من البرنامج، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.
وأعرب العديد منهم عن تقديرهم للنهج الشامل الذي يتبعه البرنامج في تطوير المهارات القيادية وتعزيز التعاون الدولي. وتشير الإحصائيات إلى أن الدورة الأولى من برنامج المديرين الحكوميين في الإمارات شهدت مشاركة واسعة ومتنوعة من قادة الحكومات والمديرين الحكوميين من مختلف أنحاء العالم، إذ جذب البرنامج أكثر من 200 مشارك من مختلف الدول، ما يعكس الاهتمام الكبير والاعتراف الدولي بالفرص الفريدة، التي يقدمها البرنامج في تطوير وتعزيز القيادات الحكومية.
وتفاوتت خلفيات المشاركين بين مسؤولين حكوميين في مراكز صنع القرار، ومديرين تنفيذيين في القطاعات الحكومية، ما أسهم في إثراء التجربة التعليمية وزاد من تبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين. ومع إطلاق الدورة الثانية من البرنامج، تتطلع دولة الإمارات إلى توسيع نطاقه وزيادة عدد المشاركين فيه، بهدف تعزيز التأثير الإيجابي للبرنامج على مستوى عالمي، كما تسعى الإمارات إلى مواصلة تطوير محتوى البرنامج وتحديثه ليتماشى مع التحديات والمتغيرات العالمية المستجدة، ما يضمن استمرارية تأثيره الإيجابي على القيادات الحكومية العالمية.
إن إطلاق ثاني دورات البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين خطوة مهمة في بناء قيادات حكومية قادرة على مواجهة التحديات العالمية وتبني الابتكار والحوكمة الرشيدة كركائز أساسية لأداء حكومي متميز، كما أن النجاح المتوقع لهذا البرنامج سيسهم بلا شك في تعزيز التعاون الدولي وتطوير الكفاءات القيادية، ما ينعكس إيجاباً على الأداء الحكومي وجودة الحياة للمواطنين في مختلف دول العالم. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.