أمام منزله في جزر المالديف، وتحديداً بجزيرة «هيماندهو» يقف آدم شاكر، وكأنه يراقب محيط منزله على الشاطئ، الذي يخشى ارتفاع منسوب مياهه..عادة ما يلجأ شاكر إلى أكياس الرمل وبعض الدعائم الخشبية، لحماية الشاطئ من التآكل، وتفادي تداعيات ارتفاع منسوب مياه المحيط. ولطالما صدرت تحذيرات من خطر ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات جراء ذوبان ثلوج القطبين الناجم أصلاً عن الاحتباس الحراري. جزر المالديف كغيرها من الجزر الاستوائية تتعرض لهذا الخطر.
وتحذر تقارير صادرة عن البنك الدولي من تعرض البلاد بأكملها للغرق، وذلك مع إمكانية ارتفاع مستوى سطح البحر بحدود 10 إلى 100 سنتيمتر بحلول العام 2100. يعيش معظم سكان المالديف في جزر مرجانية صغيرة ومسطحة وكثيفة بالسكان والمعرضة للأذى نتيجة عواصف عنيفة أو لأي ارتفاع بسيط لمستوى سطح البحر. تُعد العاصمة «ماليه» أكثر المدن المهددة؛ بسبب وقوعها على جزيرة مرجانية صغيرة ومسطحة وكثيفة بالسكان ومحاطة بحواجز بحرية، إضافة إلى حواجز أخرى لحمايتها من العواصف. هذا يعني عدم قدرة الجزيرة المرجانية لماليه على تغيير شكلها استجابة لارتفاع مستويات سطح البحر، واعتمادها بشكل متزايد على الحلول الهندسية المكلفة.
وعندما بدأ العالم يهتم بظاهرة الانحباس الحراري منذ عقود من الزمن، سرعان ما تم تحديد الجزر التي تتشكل فوق الشعاب المرجانية، باعتبارها من أولى الأماكن التي قد يدمرها التغير المناخي. الصور الجوية تحكي تطورات مذهلة تحدث في الجزر الصغيرة، في بعض الحالات تتآكل حوافها، وأحيانا أخرى تمتد مساحة اليابسة، تارة تتناقص مساحة الجزيرة وأخرى تزداد.
ولفهم التغيرات التي تطال الجزر المرجانية جراء التغير المناخي، اجتمع فريق من العلماء في جزر المالديف، حيث قضوا أسابيع في تجهيز الأدوات وأجهزة الاستشعار والكاميرات، لمعرفة المزيد حول تأثير الاصطدام المستمر للأمواج الزرقاء على السواحل، مما يؤدي إلى تدمير مساحات من الأرض وأحياناً توسيعها. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)