يشكل الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في مجال العمل الدبلوماسي، الذي يوافق الرابع والعشرين من يونيو كل عام، فرصة للحديث عن جهود دولة الإمارات لتمكين المرأة في هذا المجال الحيوي الذي يحظى بأهمية كبيرة من قبل قيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة العاملات في وزارة الخارجية تبلغ نحو 49.5%، وتشكل النساء حوالي 60% من خريجي «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية».

ويجب التأكيد في هذا المقام على أن المرأة هي إحدى الركائز الأساسية في الحياة السياسية والدبلوماسية في دولة الإمارات، وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، قد شارك عام 2014 في إطلاق حملة التضامن «هو من أجلها» التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ليكون أول وزير خارجية عربي يوقّع على هذه الحملة التي تهدف إلى إشراك الرجال بصفتهم مدافعين وعاملين من أجل إحداث تغيير في الجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين.

وتندرج الجهود المبذولة لتمكين المرأة في مجال العمل الدبلوماسي ضمن الجهود التي تبذلها الدولة بشكل مستمر لتفعيل دور المرأة في مجالات الحياة العامة كافة، وزيادة حصتها من القوى العاملة، حيث تشغل النساء نحو 66% من وظائف القطاع العام، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم، بما في ذلك 30% من المناصب القيادية العليا المرتبطة بأدوار صنع القرار، كما تشغل المرأة في دولة الإمارات نحو 75% من القوى العاملة في قطاعي التعليم والصحة.

ولا تقتصر جهود دولة الإمارات لتمكين المرأة في مجال العمل الدبلوماسي على النطاق الداخلي فقط، إذ تبذل الدولة الكثير من الجهود لدعم المرأة في هذا المجال على الصعيد الدولي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإمارات قامت بدعم «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» منذ إنشائها عام 2010 وقدمت لها نحو 26 مليون دولار أميركي، لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز المساواة بين الجنسين.

ومما لا شك فيه أن تمكين المرأة في دولة الإمارات قد جاء نتيجة العديد من المبادرات والاستراتيجيات والجهود المتكاملة، وثمة علامات مهمة في هذا السياق، يتمثل أبرزها في إصدار حكومة دولة الإمارات في ديسمبر 2012، قراراً يقضي بوجوب وجود المرأة الإماراتية في مجالس إدارة الهيئات الاتحادية والشركات والمؤسسات الخاصة، وتأسيس الحكومة في مايو 2015، «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين» لضمان استمرار المرأة الإماراتية في لعب دور رائد في تنمية البلاد، ويضطلع المجلس بعدة مهام، بما في ذلك استعراض التشريعات والسياسات والبرامج لتحقيق التوازن بين الجنسين في مكان العمل.

وتضطلع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، بدور حيوي في تمكين المرأة الإماراتية وتفعيل مشاركاتها في عملية التنمية المستدامة.

وينسب لسموها الكثير من الإنجازات التي حققتها المرأة في مجالات الحياة العامة كافة، ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى إطلاق سموها في 08 مارس 2015، الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتوفر هذه الاستراتيجية إطاراً للحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لوضع خطط تجعل دولة الإمارات ضمن أكثر الدول تقدماً في مجال تمكين المرأة.

وتلقى تجربة الإمارات المتميزة في تمكين المرأة الكثير من الإشادات الدولية وتبرزها العديد من التقارير الدولية الموثوقة، ومن أحدثها التقرير السنوي للتنافسية العالمية 2024، حيث تبوأت الإمارات المركز الثاني في مؤشر نسبة تمثيل المرأة في البرلمان.

إن تجربة الإمارات في دعم المرأة في مجال العمل الدبلوماسي وتفعيل مشاركتها في كل مجالات الحياة العامة تشكل نموذجاً ملهماً، ولا شك أن هذا الدور الكبير الذي باتت تضطلع به المرأة الإماراتية في عملية التنمية المستدامة، لم يكن ليتحقق لولا إيمان قيادتنا الرشيدة الراسخ بأهمية مشاركتها كركيزة أساسية إلى جانب الرجل لتحقيق طموحاتنا التنموية الكبرى.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.