في مؤشر على استمرار تقدُّم جامعاتنا الوطنية في التصنيفات الدولية، تم تصنيف 12 جامعة إماراتية بين أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم، ضمن تصنيف، «كيو إس» للجامعات، منها 6 جامعات ضمن أفضل 500 جامعة، وجامعتان ضمن أفضل 300 جامعة، ما يعكس مكانة دولة الإمارات باعتبارها منصّة إقليمية وعالمية رائدة في مجال التعليم العالي، ووجهةً تعليمية جذّابةً للطلاب والأساتذة الأكاديميين.

هذا الإنجاز يؤكّد حرص دولة الإمارات على إبراز دورها الفاعل في كتابة فصل جديد في مستقبل التعليم العالي، والذي يُعدُّ ثمرةً للدعْم المستمر من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتجسيداً لأهداف رؤية «نحن الإمارات 2031» التي تهدف إلى ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمستقبل دولة الإمارات إلى واقعٍ ملموس، والتي تعمل على تحقيقها جميع المؤسَّسات، وصولاً إلى تحقيق مئوية الإمارات 2071 ومبادئ الخمسين. وقد حلَّت «جامعة خليفة» في المركز 202 عالمياً، بينما جاءت «جامعة الإمارات العربية المتحدة» في المركز 261، و«الجامعة الأميركية في الشارقة» في المركز 332، و«جامعة الشارقة» في المركز 434، و«جامعة عجمان» في المركز 477، و«الجامعة الأميركية في رأس الخيمة» في المركز 485، و«جامعة أبوظبي» في المركز 501، و«الجامعة الكندية» في دبي في المركز 523، و«جامعة العين» في المركز 552.

ومن المهم الإشارة إلى أن 9 جامعاتٍ إماراتية حققت تقدُّماً في مراكزها على المستوى العالمي في تصنيف 2025، مقارنةً بتصنيف 2024، إذ تقدَّمت جامعة خليفة 28 مركزاً، وجامعة الإمارات 29 مركزاً، وجامعة الشارقة 31 مركزاً، وجامعة عجمان 74 مركزاً، وجامعة أبوظبي 79 مركزاً، والجامعة الكندية 28 مركزاً، وجامعة العين 59 مركزاً، وجامعة زايد 80 مركزاً. وفي الواقع، فإن الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات، واعتزامَها تحقيقَ الإنجازات العالمية في كافّة المجالات واهتمامها الخاص بتطوير التعليم.. كل ذلك مكّنها من الوصول إلى هذه المكانة الرائدة، عبر الاستفادة من منطلقاتها الثقافية القوية ومواردها الفاعلة التي تتمتع بها من تكنولوجيا وبنية رقمية متطورة تُسهم في فتْح عالم من الفرص والانطلاق بمسيرة تعليمية تُشكّل نقلةً نوعية في تجربتها التعليمية. ولطالما درجت دولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، على إيلاء أهميةٍ كبيرة للتعليم من أجل مستقبلٍ أكثر استدامةً وأكثر إشراقاً للنظام التعليمي بالدولة، بما يُحقِّق أهدافَ التنمية ويصبُّ في مصلحة الأجيال المقبلة.

ومما لا شك فيه أن إحراز الجامعات الإماراتية هذه المكانة المرموقة، في هذا التصنيف العالمي، يعد تأكيداً على الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة، بما يتوافق ومساعيها لتعزيز مكانتها كقِبلة عالمية، وكمركز تعليمي جذاب ومؤثِّر، وكذلك إبراز النموذج التعليمي الناجح للدولة، والفُرص التي توفرها لكافة الشركاء العالميين.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تصنيف «كيو إس» للجامعات العالمية، من أكثر التصنيفات شهرةً وتأثيراً على مستوى العالم، ويعتمد على مجموعةٍ من المعايير المتكاملة تشمل السمعة الأكاديمية، ونسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس، وجودة الأبحاث، والتوظيف، والتنوّع الدولي.. لذا فإن تقدُّم الجامعات الإماراتية في هذا التصنيف يُعدُّ مؤشِّراً قوياً على التزامها المعاييرَ الأكاديميةَ العاليةَ، وسعْيها المستمر لتحقيق التميُّز في التعليم العالي والبحث العلمي.

لقد دأبت مؤسَّسات التعليم العالي الإماراتية على أداء دورٍ مُهمٍّ في تشكيل المشهد العلمي والعملي المُستدام في الإمارات، من خلال تعزيز البحث العلمي والابتكار، والتركيز على المشاريع البحثية المتطوّرة، لمواجهة التحديات في سوق العمل المستقبلي وللمُساهمة في تقدّم المجتمع، الأمر الذي يُبرز تصميمَ دولة الإمارات على رعاية التعليم والنهوض بعملية التنمية الشاملة، وهو ما يعد دليلاً آخر على مضيّها في تحقيق الإنجازات التي تُبرز مكانتَها المتميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.