متسوقون يتفحصون مجموعة من الكتب باللغة الإنجليزية في أحد متاجر بيع الكتب في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث يقبل الشباب على القراءة باللغة الإنجليزية حتى وإن لم تكن لغتهم الأولى، وذلك لأنهم يريدون الأغلفة الأصلية للكتب الصادرة باللغة الإنجليزية التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي. قبل بضعة أعوام كانت الكاتبة الأميركية جنيفر إيجان، الحائزة جائزة بوليتزر للأدب عام 2011، في هولندا بهدف الترويج لروايتها «بيت الحلوى»، فشد انتباهها أن معظم الأشخاص الذين طلبوا منها التوقيع على كتابها كانوا يقدمون لها نُسَخَه الأصلية باللغة الإنجليزية، وليس باللغة الهولندية.

ومع زيادة انتشار اللغة الإنجليزية في أوروبا، بدأ عدد أكبر من القراء في شراء الكتب الأميركية والبريطانية بلغتها الأصلية، متجاهلين النسخ المترجمة التي يتم نشرها محلياً. ويصدق هذا بشكل خاص على الدول الاسكندنافية وهولندا، وكذلك في ألمانيا التي تعد أحد أكبر أسواق الكتب في العالم. ويخشى الناشرون في هذه البلدان، ومعهم الوكلاء في الولايات المتحدة وبريطانيا، من أن يؤدي ذلك إلى تقويض سوق الكتب المترجمة، مما يعني أموالاً أقل للمؤلفين والمترجمين والناشرين. ويذكر أن الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بغرض بيعها في الخارج، غالباً ما تكون ذات غلاف ورقي متواضع ورخيص الثمن، إذ يطبعها الناشرون الأميركيون والبريطانيون كإصدارات للتصدير، لذا فهي أقل تكلفة من الأغلفة الورقية الفاخرة في الولايات المتحدة، وأقل تكلفةً من نسخها المترجمة، والتي تلتزم بالحد الأدنى للأسعار في دول مثل ألمانيا وهولندا.

وفي هولندا بالخصوص تسارعت مبيعات الكتب الإنجليزية، خلال السنوات الأخيرة، حيث يلاحظ بائعو الكتب أن الكثير من الشباب أصبحوا يفضلون شراء الكتب باللغة الإنجليزية بأغلفتها الأصلية، حتى ولو كانت الهولندية لغتهم الأولى، لأنها الكتب التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي. وكما قال صاحب متجر كتب في أمستردام، فإن هؤلاء القراء الشباب «لن يقرؤوا أبداً باللغة الهولندية».

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)