فيما يمثّل تأكيداً على الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في صياغة مستقبل الإعلام، شهدت إمارة دبي خلال الأسبوع الماضي، «قمة الإعلام العربي 2024»، وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والكُتّاب، والمسؤولين في كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، وعدد من أبرز الإعلاميين والصحفيين وصُناع المحتوى وصُنّاع القرار الإعلامي في المنطقة. وقد سلَّطت القمةُ من خلال جدول فعاليات متميز الضوءَ على القدرات الفائقة التي تتمتع بها تقنيات الذكاء الاصطناعي، ضمن فعاليات كل من «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، و«منتدى الإعلام العربي»، وذلك من خلال «حديقة الذكاء الاصطناعي»، والتي تعد الأولى من نوعها في حدث إعلامي بحجم قمة الإعلام العربي التي تضم تحت مظلتها أيضاً جائزة الإعلام العربي، وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب.

وفي ضوء الحديث عن أعمال «منتدى الإعلام العربي» في نسخته الـ 22، التي عُقدت برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال الفترة من 27 إلى 29 مايو، فقد شهِد المنتدى مجموعةً واسعةً من الفعاليات والجلسات، بما في ذلك الندوات وورش العمل والمحاضرات والجلسات التفاعلية.

وقد تنوعت موضوعات هذه الفعاليات بين التحليلات الإعلامية العميقة والابتكارات التكنولوجية في مجال الإعلام والتوجهات الجديدة في صناعة النشر والتواصل الاجتماعي. ويعكس حرص دولة الإمارات على تنظيم واستدامة انعقاد فعاليات «منتدى الإعلام العربي» سنويّاً، التزامَها الثابت بدعم التواصل والتعاون مع الدول العربية في مجال الإعلام، وتعزيز الصناعة الإعلامية وجعلها محوراً للابتكار والتطور، بما يُمكّن الإمارات من تبادل المعرفة والخبرات مع الشركاء الإعلاميين في العالم العربي، وبناء الشراكات الدولية، والمساهمة في تشكيل المشهد الإعلامي الدولي، وهو ما يؤكد قناعتَها الراسخة بدور الإعلام كركيزة أساسية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة نحو بناء اقتصاد متنوع وقائم على المعرفة.

وفي سياق الحديث عن جهود دولة الإمارات في صياغة مستقبل الإعلام، يتبادر إلى الذهن العديد من الاستراتيجيات والمبادرات، التي تميزت بها الدولة في صياغة مستقبل الإعلام، ومنها «استراتيجية دبي للإعلام»، التي أُطلِقت في عام 2019 بهدف تعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية للإعلام والتكنولوجيا وتعزيز دور الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة، وتركز هذه الاستراتيجية على تعزيز الابتكار والاستدامة في صناعة الإعلام، وتهدف إلى توفير بيئة مشجعة للشركات الإعلامية والمحتوى الإبداعي.

وبالإضافة إلى ذلك، لابد من الإشارة إلى أن دولة الإمارات تشهد نمواً ملحوظاً في مجال الإعلام الرقمي، حيث تُعتبر دبي مركزاً رئيسياً للابتكار التقني وتطبيقات الواقع الافتراضي (VR وAR) والذكاء الاصطناعي. وبفضل التطور التقني التراكمي، يتسنى للإمارات تقديم تجارب إعلامية متطورة ومبتكرة تلبي تطلعات الجمهور المتنوع.

ولا يقتصر دور الإمارات في صياغة مستقبل الإعلام على الجوانب التكنولوجية فقط، بل يشمل كذلك جهوداً ملموسة في تعزيز الحرية الإعلامية ودعم التنوع الثقافي واللغوي. كما تولي حكومة دولة الإمارات تطويرَ مهارات الكوادر الإعلامية المحلية اهتماماً كبيراً، وذلك من خلال تقديم برامج تدريبية وورش عمل متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة. لقد واكب منتدى الإعلام العربي، على مدى أكثر من 22 عاماً، أهمَّ القضايا والتطورات التي شهدتها المنطقة والعالَم. وفي كل عام تشهد أعمال القمة تميّزاً وحضوراً لافتاً يخدم المبدعين وصناع المحتوى والإعلاميين في مختلف فروع الإعلام وأقسامه المتعددة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.