أضحت الإمارات مزدهرة بتنميتها المستدامة وتطلعها الحثيث لمستقبل أفضل. ويوماً بعد يوم تحقق ما تصبو إليه من مكانة، مرسخةً علاقاتها الدولية في المنطقة. سمعة الوطن مُشرقة عبر معطيات على أرض الواقع تتمثل في بيئتها الاستثمارية الجاذبة للعالم، واقتصادها المتنوع ومبادراتها الإنسانية.
وهناكَ عوامل استراتيجية فاعلة أسهمت في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي على مدى العقود الماضية وتتواصل إلى الآن، ومن أهمها رؤية القيادة الرشيدة التي نجحت في استخدام الثروات الطبيعية وتعزيز مكانة الاستدامة، وهذا من خلال الاستثمار في عائدات النفط وتطوير البنى التحتية لتأسيس اقتصاد وطني قوي، وأيضاً تطوير العلاقات التجارية مع العالم، وتدشين مناطق للتجارة الحرة تستقطب الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية، وأكبر مثال على ذلك «منطقة جبل علي» التي تقع في إمارة دبي. أسهمت الإمارات في تقديم البنية التحتية المتطورة بأبهى حلة لتشمل المطارات الدولية كمطار زايد الدولي ومطار دبي الدولي، ويُعتبر ذلك محط أنظار العالم من خلال مكانة ريادية تجعل الإمارات مركزاً لوجستياً وتجارياً رئيسياً في المنطقة. لدى الإمارات شبكة طرق ومواصلات حديثة، تعمل بصورة متنامية، لتسهيل حركة النقل والمواصلات وتربط المدن الرئيسية، وتسهل وتنشط الحركة التجارية في المنطقة.
وفي مجال الاستثمار، باتت بيئة الإمارات الاستثمارية مُحفزّة لحماية حقوق الملكية الفكرية من خلال دعم الأعمال والتجارة، وتوفير الحوافز الضريبية بشكلٍ ملائم للمستثمرين من داخل وخارج الوطن. كما أنّ إجراءات العمل على التراخيص التجارية والاستثمارية أصبحت ميسورة وبخطوات سهلة تضمن تأسيس الشركات والمؤسسات التجارية في فترة زمنية قصيرة. أحرزت الإمارات قفزة تنموية نوعية من خلال الاستثمار في التعليم، والاستثمار التكنولوجي ومواكبة التقنيات الحديثة واستكشاف الفضاء، والاستثمار في مفهوم الابتكار في الأعمال وتطوير المبادرات المحلية والدولية.تُراعي الدولة حقوق المواطنين والمقيمين على أرض الوطن من خلال تفعيل السياسات الاجتماعية التي تتبعها الدولة على الصعيد المجتمعي لتحقيق «جودة الحياة»، وكذلك على المستوى الدبلوماسي لتفعيل المعنى الحقيقي «للقوة الناعمة».
وعلى هذا المنحى، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تحرز الرقم العاشر في «مؤشر القوة الناعمة العالمي 2024» حين شاركت بين 193 دولة، بتنظيم من مؤسسة براند فاينانس العالمية، وهذا ما يدل على أنّ الإمارات تواصل مسيرة عطائها في تسخير الإمكانات لبناء جيل واعد فكرياً وعملياً. تُعمق الإمارات أواصر تعاونها الدبلوماسي عن طريق الانخراط في المنظمات الدولية، حيث إنّ الإمارات تُعتبر العضو النشيط في المجتمع الدولي بمبادراتها في المحافل الدبلوماسية، ولها دورها القيادي والريادي عبر عضويتها وحضورها في منظمات دولية وإقليمية عديدة ومنها: مجلس التعاون الخليجي، منظمة أوبك وهي المنظمة المصدرة للنفط، وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية الفاعلة. دبلوماسية الإمارات تأخذ شكلها البرّاق، حيث إنها تلعب دورها الإيجابي في المناقشات والقرارات الدولية الحاسمة مثل مكافحة الإرهاب، والتصدي للحروب، وإيجاد حلول آنية للكوارث الطبيعية، واهتمامها بالاستدامة والطاقة والبيئة النظيفة.
تمكين المرأة مكمن تميز للإمارات، وذلك ضمن اهتمام الدولة بجودة الحياة والرعاية الاجتماعية والصحية. المرأة في وطننا الحبيب بات لها مكان مميز على الصعد كافة، وهي تُمثّل الدولة دبلوماسياً وفي مجال التعاون الدولي بالتأكيد، وهذا ما يُعطي للإمارات سمعتها الريادية الدبلوماسية، في حين أنّ المرأة باتت تعمل في كافة الصناعات والحقول العلمية، بجانب دورها الفعّال والمحوري في تربية الأسرة وغرس القيم النبيلة لدى الأجيال الصاعدة، ونستشهد على ذلك بالمشروع الوطني الذي أطلقته «السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة» في العام الفائت 2023، والذي يهدف إلى دمج المرأة بمشاركتها العادلة في كافة المجالات. وها نحن نرقب كل يوم تطلعات وطننا الحبيب وجهوده البناءة نحو المزيد من التنمية والتقدم والازدهار... فنحن في وطن الريادة.
*كاتبة إماراتية