في هذه الصورة لأحد حقول القمح الضخمة في أوكرانيا أوان حصاده، نرى حاصدة ضخمة وتأخذ مسارها ملتهمة السنابل، بينما تبدو في جانب آخر من الصورة شاحنة تتهيأ لتحميلها مما جنته الحاصدات. ويقوم أصحاب حقول القمح بحصادها على أمل أن تتوفر الظروف الملائمة من أجل وصول صادرات الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، لاسيما في آسيا وأفريقيا حيث تسود الآمال بعودة جميع المنتجين إلى التصدير مجدداً، بغية الحفاظ على أسعار القمح عند مستوى مستقر يناسب القدرات المالية المنخفضة لمجتمعات الدول النامية، لاسيما في القارة الأفريقية على الخصوص، والتي غالباً ما تتأثر بأي ظروف أو أزمات من أي نوع قد تؤدي إلى تباطؤ إمدادات القمح أو توقفها.
وتعد أوكرانياً أحد المنتجين الرئيسيين لمحاصيل القمح والذُّرة في العالم، مثلها مثل روسيا التي هي المورد الأول للقمح إلى العديد من دول أفريقيا والشرق الأوسط. ولعل حقائق أسواق القمح وسلاسل إمداده في العالم وحساسية التوازنات في هذا المجال.. كانت السبب الرئيسي وراء الجهود الدبلوماسية المكثفة التي سعت خلال العامين الماضيين إلى قيام وساطات وإعطاء ضمانات وعقد اتفاقيات.. بهدف الحفاظ على إمكانيات الشحن والتصدير وتأمين خطوط الملاحة البحرية لصالح شُحنات القمح والذُّرة عبر خطوط الملاحة البحرية التجارية الدولية.
إن القمح مادة غذائية رئيسية تَدخل في تكوين العديد من أطعمة العالم في وقتنا الحالي، وعلى رأسها الخبز الذي يمثل توفرُه بأسعار مناسبة أحد مقومات الأمن القومي في كثير من بلدان الكرة الأرضية. وعلى هذه الخلفية يشعر الناس في هذه البلدان بكثير من الطمأنينة كل ما كانت الأجواء الدولية والإقليمية مُعينةً على الاستمرار في إنتاج القمح وتصديره، كي يتوفر على موائد البيوت والأسر من غير عوائق ولا عقبات، ولا اضطرابات في المخزونات والأسعار! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)