تبين أن المرأة في أستراليا تعرف بالضبط ما هو مطلوب لإصلاح الديمقراطية. وقالت في استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث: «يجب أن تكون هناك فترات أطول للحكم لتعزيز رؤية طويلة المدى». هذا يبدو منطقياً. إذ يحتاج الناس إلى الوقت لإجراء تغييرات كبيرة.
لكن مهلاً. فالرجل في الولايات المتحدة على يقين بنفس القدر من أنه يعرف على وجه التحديد ما هو مطلوب لإصلاح الديمقراطية. وقال للمسح: «أعتقد أن تحديد فترات ولاية أعضاء مجلس الشيوخ والممثلين في الحكومة من شأنه أن يحسن بشكل كبير عملية الديمقراطية لدينا. ويجب أن يتوقف تعيين السياسيين المهنيين».
حسنا، ربما يكمن الحل في مكان آخر. ربما يكون الطريق إلى ديمقراطيات تعمل بشكل أفضل هو وجود عدد أقل من الأحزاب. قالت امرأة هولندية للاستطلاع: «نحن بحاجة إلى عدد أقل من الأحزاب، وانقسام أقل، ومزيد من النقاش الملموس». هذا يبدو منطقياً بما فيه الكفاية.
للأسف، لا. على الأقل بالنسبة للرجل في إسبانيا، ما تحتاجه الديمقراطية هو المزيد من الأحزاب. وقال «هناك ضغط كبير للغاية على وجود حزبين كبيرين يتنافسان مع بعضهما البعض. يجب أن يكون الأمر مفتوحاً أمام المزيد من الأحزاب».
تخبرنا استطلاعات الرأي، الواحد تلو الآخر، أن الناس في جميع أنحاء العالم ليسوا متحمسين للغاية للديمقراطيات في الوقت الحالي. يرى مركز بيو أن عدداً قليلاً جداً من الناس يريدون التحول إلى شكل مختلف من أشكال الحكم. لكنهم يريدون حقاً أن تعمل ديمقراطيتهم بشكل أفضل قليلاً، رجاءً.
يفضل معظم الناس في المقام الأول السياسيين الأفضل الذين يستمعون إلى الناخبين ويتصرفون بشكل أخلاقي.
هل ما نطلبه كثير حقاً؟
لا يمكن لأي حل واحد أن يعالج التنوع الذي تتسم به ديمقراطيات العالم العديدة. على سبيل المثال، لا تواجه هولندا نفس التحديات التي تواجهها نيجيريا. لكن استطلاع مركز بيو، بكل وصفاته المثيرة للاهتمام، يسلط الضوء على شيء عالمي. كل إجابة هي بمثابة إصبع يشير إلى مكان آخر - إلى هذه المؤسسة أو هؤلاء الأشخاص أو ذلك القانون.
عندما خرج «بنيامين فرانكلين» من اليوم الأخير للمؤتمر الدستوري عام 1787، قال أمراً مثيراً للاهتمام. فعندما سأل أحد الحضور عما إذا كان المؤتمر قد استقر على نظام ملكي أم جمهوري، أجاب: «جمهورية، إذا استطعت الاحتفاظ بها».
من المؤكد أنه كان يخاطب الناس المتجمعين أمامه وأولئك الذين يعيشون في جميع أنحاء البلاد الجديدة. لكن كان من الممكن أن يتحدث بكل سهولة مع كل فرد. إن مهمة الحفاظ على الجمهورية الديمقراطية وتحسينها هي مهمة جماعية ولكنها أيضاً فردية. إن الديمقراطية تعكس شعبها بشكل صحيح. لذا، لكي تتحسن الديمقراطية، يجب أن يتحسن شعبها. لا توجد وسيلة أخرى.
إذا أردنا أن نجعل ديمقراطياتنا تبدو بشكل أفضل، فيجب علينا أن نبدو بشكل أفضل. إذا أردنا أن تكون ديمقراطياتنا أكثر مسؤولية، فيجب أن نكون أكثر مسؤولية. إذا أردنا أن تحترمً ديمقراطياتُنا حقوقَنا، فيجب علينا أن نحترم حقوق الآخرين. وهذه هي عبقرية الديمقراطية وخطرها في الوقت نفسه، الديمقراطية وهي لا تدعي أنها أي شيء آخر غير ما يصنعه شعبها، وهي بالتالي مرآة للأمة نفسها. وهذا يعني، في كثير من الحالات، أن أفضل طريقة لتحسين الديمقراطية هي تحسين الذات.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»