في ظل التطور الكبير الذي يشهده قطاع السكك الحديدية في دولة الإمارات والأهمية الكبيرة التي توليها الدولة له، ينطلق اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 «معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية 2024» في العاصمة أبوظبي في دورته الثامنة عشرة، التي تستمر لمدة يومين. ويحظى هذا المعرض بأهمية كبيرة في ما ظل ما شهده من تطور كبير خلال السنوات الماضية، ليصبح أبرز حدث للسكك الحديدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن التوسع في إنشاء البنية التحتية الحديثة المتكاملة وفق أرقى المعايير العالمية، يعد أولوية لتحقيق الاستدامة لما يمثله ذلك من أبعاد اقتصادية واجتماعية تعود بالخير على جميع سكان دولة الإمارات.
ويستضيف «معرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية» في أبوظبي، مُمثلين حكوميين إقليميين ودوليين، أكثر من أي معرض سكة حديد آخر، وهو ما يعكس الاهتمام الدولي والإقليمي بالحدث، انطلاقاً من الإجراءات التي تتخذها دولة الإمارات في هذا الشأن، والتي عززت من قيمة المعرض وحيويته على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يأتي تنظيم دولة الإمارات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية في إطار دعم أهداف الدولة للتنمية المستدامة، فاستخدام السكك الحديدية يساعد في تقليل «البصمة الكربونية» لقطاع الخدمات اللوجستية، إضافةً إلى كونها صديقاً للبيئة أكثر من النقل البري. ولذلك استمرت دولة الإمارات في تنمية مشاريع السكك الحديدية، مثل «قطار الاتحاد»، الذي يسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل البري في دولة الإمارات بنسبة 21% بحلول عام 2050، علاوة على خفض 8 أطنان مترية من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2050، كما يغني «قطار الاتحاد» عن وجود ما يقارب 300 شاحنة على الطريق.
يرسخ مشروع «قطار الاتحاد» تفوق دولة الإمارات العالمي على الصعيد اللوجستي، إذ يبلغ حجم النقل 60 مليون طن من البضائع في عام 2030، بما يقلل تكلفة النقل إلى 30%، ويوفر 8 مليارات درهم من تكلفة صيانة الطرق.
علاوة على ما سبق، فإن ريادة دولة الإمارات في مجال السكك الحديدية، والتي انعكست في مشروع «قطار الاتحاد»، ستعزز من المكانة التي تحظى بها دولة الإمارات إقليمياً في منطقة الخليج العربي، مما سيمكنها من لعب دور محوري في ظل سعي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تنفيذ وتشغيل مشروع «قطار الخليج» بحلول ديسمبر 2030، إضافةً إلى كون الإمارات مركزاً لوجستياً مهماً يربط شرق آسيا بدول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويُعد «مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية» في أبوظبي فرصة ذهبية لعرض الابتكارات التقنية، والتبادل الثقافي والمعرفي، وتعزيز الاستثمارات والفرص التجارية، إلى جانب تعزيز الوعي البيئي والاستدامة.
كما أن استضافة دولة الإمارات هذه الفعالية تبرز التزامها بالتطوير والريادة في مجال السكك الحديدية، فضلاً عن تعزيز الشراكات الاستراتيجية، إذ سيسهم «مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية» في أبوظبي في تعزيز الشراكات بين الجهات والشركات ذات الصلة، ودفع التعاون والتبادل التجاري بين الدول والشركات. كما سيكون المؤتمر فرصة ممتازة لعرض إنجازات دولة الإمارات في مجال السكك الحديدية، مثل بناء خطوط جديدة، وتحديث البنية التحتية القديمة، وتطبيق تقنيات حديثة لتعزيز كفاءة النقل، وتحسين خدمات الركاب والبضائع.
ويُعتبر عرض هذه الإنجازات فرصة لبناء صورة إيجابية وللترويج للتقدم الذي حققته دولة الإمارات في هذا الشأن، ولجذب الاستثمارات والشراكات الجديدة، إلى جانب تعزيز قطاع السياحة من خلال عرض إمكانيات الدولة في قطاع النقل وجذب السياح، وإظهار المرونة والسهولة اللتين يتسم بهما التنقل داخل الدولة.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية