حان الوقت لكي نتوقف عن «إعادة تدوير» البلاستيك، لأنه مادة غير قابلة لإعادة التدوير، وكان أفضل شيء يمكننا القيام به للاحتفال بيوم الأرض هذا العام، الذي يواكب 22 أبريل، هو الاعتراف بهذه الحقيقة.
أعلم أن هذا يبدو غير بدهي. لقد قيل لنا لعقود من الزمن أن الحل لأزمة النفايات البلاستيكية هو إعادة التدوير بشكل أفضل، بشرط أن نفرزها بشكل أفضل! وأن نتمكن من الوصول بشكل أفضل إلى تقنيات إعادة التدوير! وأن نقوم بغسل وتجفيف المواد البلاستيكية بشكل أكثر ملاءمة! كل هذه مجرد شروط لتشتيت انتباهنا عن حقيقة أن إعادة تدوير البلاستيك - إذا كنا نعني بإعادة التدوير تحويل مادة مستعملة إلى مادة جديدة ذات قيمة ووظيفة مماثلة - هي مجرد أسطورة. على عكس الورق والزجاج والمعادن، لا يمكن تحويل البلاستيك بسهولة وكفاءة إلى منتجات جديدة. ما يعتبر «إعادة تدوير» للبلاستيك هو عملية مكلفة، وسامة وتستهلك الكثير من الطاقة.
علاوة على كل ذلك، تتطلب العملية إضافة كمية مذهلة من البلاستيك البكر الجديد - حوالي 70%- لتثبيت المادة البلاستيكية المشكلة حديثاً معاً. ونتيجة لذلك، يتم «إعادة تدوير» حوالي 5% فقط من البلاستيك (أو بشكل أكثر دقة، «يتم إعادة تدويره» وتحويله إلى منتج ذي جودة أقل). قارن ذلك بمعدل إعادة تدوير الورق والكرتون بنسبة 68%. وبالنظر إلى أننا، كمجتمع، نحاول جاهدين تحسين عملية إعادة تدوير البلاستيك منذ السبعينيات، فإن نسبة 5% تمثل فشلاً ذريعاً لا لبس فيه.
وتخبرنا أن «إعادة تدوير» البلاستيك هي، في جوهرها، عملية لا طائل منها. سيحتج العديد من علماء البيئة على هذا التأكيد. وربما يشيرون بشكل صحيح إلى أن المواد البلاستيكية التي تحمل رمز تعريف الراتنج 1 أو 2 (الرقم الموجود داخل المثلث في العديد من المواد البلاستيكية) تتمتع بقدر أكبر من نجاح إعادة التدوير: حوالي 30%. ألا ينبغي لنا أن ندعم إعادة تدوير هذا البلاستيك على الأقل؟ كنت لفترة طويلة أعتقد ذلك. لكن هذا يقودنا إلى أسطورة أخرى: وهي أن البلاستيك غير ضار بصحة الإنسان. ما لا يعرفه الكثير من الناس هو أن البلاستيك يتكون من مكونين: الوقود الأحفوري والمواد الكيميائية السامة. عندما نقول مواد كيميائية سامة، فإننا نتحدث عن بعض العناصر السيئة للغاية: المعادن الثقيلة، والمواد المتعددة الفلورو ألكيل (PFAS)، ومثبطات اللهب، والملوثات العضوية الثابتة.
يتم استخدام عشرات الآلاف من التركيبات الكيميائية المسجلة الملكية في إنتاج البلاستيك، ولم يتم اختبار معظمها مطلقاً للتأكد من تأثيرها على صحة الإنسان، على الرغم من أن العديد منها معروف بأنها اختلالات في الغدد الصماء ومثبطات للخصوبة ومواد مسرطنة. هذا يعني أنه حتى لو أردنا أن نقوم بتحسين عملية إعادة تدوير البلاستيك، فلا ينبغي لنا أن نرغب في ذلك. عندما تقوم بطحن وصهر وإعادة تشكيل مجموعة من البلاستيك (مع إضافة الكثير من البلاستيك البكر الجديد لربطها معاً)، فإن كل هذه الآلاف من المواد الكيميائية البلاستيكية السامة تتحد لتكوين مادة مدمرة تحتوي على ما يسميه العلماء «مواد غير مقصود إضافتها» فيه.
وهذا يعني أن المواد الكيميائية التي ليس من المفترض أن تكون هناك تبدأ في الظهور. وخلصت دراسة أجريت العام الماضي إلى أن البلاستيك المعاد تدويره يحتوي على «عدد غير معروف من المركبات الكيميائية بتركيزات غير معروفة». وفي عام 2021، خلصت دراسة كندية إلى أن البلاستيك «غير مناسب للمعالجة وتحويله إلى مادة PCR صالحة للطعام»، في إشارة إلى الراتنج (مادة صمغية) بعد الاستهلاك. والمؤكد أن لا أحد يرغب في أن يكون طعامه مغلفاً بالبلاستيك المعاد تدويره الذي يحتوي على مكونات غامضة.
ولكن ماذا لو استخدمنا البلاستيك المعاد تدويره فقط للمواد غير الغذائية مثل مقاعد النزهة؟ ولدينا جانب آخر مثير للقلق للغاية من البلاستيك للتعامل معه: المواد البلاستيكية الدقيقة. لقد سمعنا المزيد والمزيد عن هذه الأشياء مؤخراً، لأن العلماء يجدونها في كل مكان يبحثون عنه - في البيئة وفي جسم الإنسان. التركيب الكيميائي لجميع أنواع البلاستيك - مهما كان نوعه - عبارة عن بوليمر صناعي لا يتحلل أو يختفي على الإطلاق. وبدلاً من ذلك، فإنه ينقسم إلى قطع أصغر وأصغر حتى يتحول إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة أو حتى جزيئات بلاستيكية نانوية. هذه الجزيئات الصغيرة لا تزال بلاستيكية، ولا تزال سامة، ولكنها الآن صغيرة جداً لدرجة أننا نأكلها ونتنفسها طوال الوقت. وتم اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في رئتي الإنسان ومجرى الدم وحليب الثدي، وكذلك في مشيمة الأطفال الذين لم يولدوا بعد. كما وجد العلماء جسيمات بلاستيكية دقيقة في دماغ الإنسان. لا يزال تأثير كل هذا البلاستيك في أجسامنا يتم الكشف عنه، لكننا نعرف أنه جوهري.
وقد خلصت دراسة حديثة إلى أن عبء المرض الناجم عن التعرض للبلاستيك يشمل الولادة المبكرة، والسمنة، وأمراض القلب، والسرطان، وبلغت تكلفة الرعاية الصحية 249 مليار دولار في عام 2018 وحده. لقد أصبح جسم الإنسان سلة المهملات في ثقافتنا المدمنة على البلاستيك. محاولة إعادة تدوير البلاستيك تجعل مشكلة المواد البلاستيكية الدقيقة أسوأ. اكتشفت دراسة أجريت على منشأة واحدة فقط لإعادة تدوير البلاستيك أنه قد يتم غسل 3 ملايين رطل من المواد البلاستيكية الدقيقة في مياه الصرف الصحي كل عام - وكلها تنتهي في النهاية بإيداعها في شبكات المياه في مدينتنا أو إلقائها في البيئة. في هذه اللحظة بالذات، لدينا جميعاً جسيمات بلاستيكية دقيقة تسري عبر أجسامنا. وهذا ليس خطأ عدم إعادة التدوير بشكل كاف. هذا هو خطأ الكثير من البلاستيك. لذلك أقول: دعونا نتعامل مع البلاستيك مثل النفايات السامة ونرسله إلى حيث يكون ضرره على الناس بأقل قدر ممكن. وفي الوقت الحالي، هذا المكان هو مكب النفايات.
إيف شاوب*
*مؤلفة كتاب «عام بلا قمامة: إعادة تدوير الأكاذيب، ومشاكل البلاستيك، ورحلة امرأة إلى صفر نفايات».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»