يعتمد خبراء البحار على مقياس التنبيه الصادر عن «الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي» الأميركية، للإشارة إلى مدى الخطر الذي تسببه حرارة مياه المحيطات على الشعاب المرجانية، ولتحديد درجة خطر الابيضاض الذي تتعرض له هذه الشعب. وقد ظل نظام التنبيه للابيضاض يتكون من مستويين فقط، الأول والثاني، حيث كان مستوى تنبيه الابيضاض 2 يمثل كارثة مرجانية، وقد ظل العمل بذلك جارياً حتى الصيف الماضي. وفي هذه الصورة من ساحل ولاية فلوريدا الأميركية، نشاهد موقعاً للشعب المرجانية يعمل على إصلاحه فنيون من إحدى المؤسسات المتخصصة، بعد أضرار أصابته الصيفَ الماضي جراء موجة الحر البحرية، وما شكلته من تهديد جدي لصحة اللافقاريات الحية التي تعيش هناك، وتطلع بأدوار حاسمة في النظم البيئية المحيطية، لكن مع ارتفاع درجة حرارة محيطات الأرض، فإن العديد من الشعاب المرجانية أصبحت معرّضة لخطر الابيضاض والموت.
وفي حين نجت بعض الشعاب في المناطق الأقرب إلى تيار الخليج من موجة الحر هذه، فقد مات جزء كبير من ثالث أكبر الشعاب المرجانية في العالم على نحو سريع للغاية، لدرجة أنه لم يكن لديها الوقت الكافي للابيضاض أولاً. ويناهز طول الشعاب المرجانية في فلوريدا 360 ميلاً، وقد تعرضت كلها للخطر جراء حرارة مياه البحر التي وصلت درجات لم يسبق لها مثيل، إذ بلغت أحياناً 90 درجة فهرنهايت في العمق وفي المياه الضحلة معاً.
وبسبب ذلك شهدت بعض المواقع ابيضاضاً كاملاً للشعاب المرجانية فيها، ما أجبر مجموعات فنيي الترميم على سحب بعض الشعاب والتخلص منها حمايةً لبقية الشعاب الأخرى. وهذا ما أجبر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي على إضافة مستوى ثالث جديد في نظام التنبيه حول حالة الشعاب المرجانية في بيئة بحرية تزداد سخونة. (الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سيندكيشن»)