أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، قانوناً بإنشاء مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة، ليكون مسؤولاً عن تطوير وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المرتبطة بتقنيات واستثمارات وأبحاث الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في أبوظبي. كما أصدر سموه، حفظه الله، قراراً بتعيين سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، رئيساً للمجلس، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، نائباً للرئيس. ويضم المجلس في عضويته كلاً من معالي خلدون خليفة المبارك، ومعالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي، وسعادة فيصل عبدالعزيز البناي، والسيد بينج شياو.
ويعكس تعيين سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيساً للمجلس، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان نائباً للرئيس، تأكيداً على الأهمية التي توليها القيادة الرشيدة حفظها الله لهذا المجلس، والذي يشملُ كذلك عدداً من أبرز الشخصيات الوطنية والخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وكخطوةٍ تعكس اهتماماً كبيراً في ريادة توجهات المستقبل، فإن الإعلان عن تأسيس المجلس، تحت رعايةٍ كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، يُعدُّ تجسيداً لتوجهٍ استراتيجي نحو المجالات ذات القيمة العالية مستقبلاً للاقتصاد والمجتمع، وبما يسهم في تعزيز وضمان مسيرة التطور والازدهار التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي، لا سيَّماً في اقتصاد مرحلة ما بعد النفط والهيدروكربونات.
ويعكس إنشاء المجلس إيماناً بأهمية التكنولوجيات المتقدمة في بناء غد الأمم، وترجمةً لرؤية إمارة أبوظبي في تنويع اقتصادها وتعزيز قدراتها التكنولوجية في مرحلة ما بعد النفط، كما يأتي داعماً لاستراتيجية أبوظبي الهادفة إلى تحويل الإمارة لمركز عالمي جاذبٍ للاستثمارات والشراكات والكفاءات المتميزة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. وسيكون المجلس مكلَّفاً بوضع استراتيجياتٍ شاملة للارتقاء بهذه المجالات في الإمارة، بما في ذلك الإشراف على وضع البرامج المتعلقة بالبحث والتطوير، وجذب الاستثمارات العالمية، ومتابعة الخطط والبرامج التمويلية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين.
ويأتي إنشاء المجلس ضمن رؤية شمولية تهدف إلى استثمار الثورة التي يعِد بها الذكاء الاصطناعي وبقية التكنولوجيات المتقدمة، كالحوسبة الكمية والطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء وتكنولوجيات الفضاء وغيرها، في جميع المجالات الحيوية، بدءاً من التعليم والصحة والبيئة والإعلام ووصولاً إلى الدفاع والأمن، ناهيك عن القطاعات الاقتصادية مثل النقل والتصنيع والزراعة. ويمكن الاستدلال على الأهمية الكبيرة التي ستقدمها التكنولوجيا المتقدمة في بناء المستقبل ومخرجاته، حيث تشير تقديرات الشركة العالمية «برايس ووترهاوس كوبرز» العالمية للاستشارات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم وحده بما يصل إلى نحو 15.7 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
إن إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قانون إنشاء مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة ليعكس توجُّهاً بأن تكون إمارة أبوظبي في طليعة الابتكار التكنولوجي كأساسٍ لمستقبلٍ مزدهر ومستدام، يواكب بل ويسبق التوجهات العالمية نحو الابتكار والتقدم العلمي، ويمثِّل في الوقت ذاته التزاماً بتشكيل اقتصاد يرتقي من خلال تبنِّي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وبوتيرةٍ متسارعة ضمن مختلف سلاسل القيمة الاقتصادية والجوانب المجتمعية في الأعوام المقبلة، ويعكس كذلك تماشياً مع توجُّهات دولة الإمارات العربية المتحدة الاستباقية في تبنِّي المبادرات الرائدة والمتعلقة بالتقنيات الحديثة والناشئة.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية