تحظى الإمارات بمكانة مرموقة بين الدول لنجاحها في مسيرة التنمية، عبر خطوات تعزز مستقبلَ أبنائها في عهد الاستدامة. وانضمام الدولة إلى تكتل «بريكس»، خطوة ناجحة تعزز الثقل المعنوي للإمارات.
جهود الإمارات العربية المتحدة فاقت التوقعات اقتصادياً وسياسياً. من المُلاحظ أنّ مجموعة «بريكس» تضم: الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا. وتميل إلى استقطاب الدول الصاعدة اقتصادياً على المستوى الإقليمي. في العام الماضي تم الإعلان عن انضمام الإمارات إلى المجموعة بجانب كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، وإيران، وإثيوبيا. ومن المؤكد بأنّ هذا السعي السياسي سيعزز موقف الدولة الإنساني والتنموي ويصنع فكراً للقوة الناعمة مبنياً على تنويع الشراكات الدولية وبناء صداقات لدعم التعاون الاستثماري مع دول العالم.
النموذج الإماراتي يجسد أفقاً تنموياً من خلال رؤية القيادة الرشيدة في وضع خطط استشرافية لمستقبل الوطن. ومن هنا نشهد ما أعلنته الدولة عن «خارطة الطريق المستقبلية للإمارات». نجاحات تنموية تؤكد تموضع الإمارات في صدارة الشرق الأوسط كنموذج تنموي مرتكز على التسامح واقتصاد المعرفة والقوة الناعمة، وها هي قد هلّت علينا مطلع هذه السنة تباشير الخير الاستكشافية والتنموية فيما يتعلق باستكشاف القمر.
في عام 2024 ستكون الإمارات على موعد مع إطلاق «مشروع الإمارات لاستكشاف القمر» والتي ستركز على اختبارات مدروسة بشكلٍ علمي دقيق ورصين، ومُجمعة للبيانات العلمية في مدى قدرة البلاد على تسيير المهمة الاستكشافية إلى المريخ، وسيدرس أحوال الأرض والنظام الشمسي كهدف أساسي من أهداف هذا العمل، ولا بد من ذكر بأنّ المستكشف الإماراتي هو إماراتي الصنع بنسبة 100%، ومهمته تتمركز في الهبوط على سطح القمر.
بات العمل على «الاستدامة» جزءاً لا يتجزأ من خطط الدولة في تعزيز جودة الحياة التي سينعم بها من سكان الدولة، وقد تم وضع مجموعة خطط من أبرزها «خطة أبوظبي 2030» في شأن استدامة العاصمة، وهدفها تدشين رؤية جاذبة وواضحة عن معالم الاستدامة وشكلها المستقبلي لتلبية احتياجات أبوظبي في مجال التشييد العمراني. وفي السياق ذاته، تهتم العاصمة بالبعد البيئي في خطتها المزمع تنفيذها في 2030 كذلك، لذا ستعمل الكوادر البشرية جاهدة للدراسة في هذه الاتجاه لتعزيز التراث الإماراتي وصون البيئة من الشوائب، كما تهدف الرؤية إلى ربط مخرجات الاستدامة التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية فيما بينها للقيام بالدور الإقليمي على أتمّ الكفاءة والتقدير.
وأخيراً، ينعم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون على أرضها بنتائج الجهود الكبرى التي تبذلها القيادة الرشيدة الساعية دوماً إلى تفعيل التنمية البشرية ودعم السلام، وضمان تحقيق رفاهية البشر محلياً ودولياً. ومن هذا المنطلق، نجدُ بأن الاهتمام بالاستدامة والتنمية البشرية بات ركناً بارزاً في خطط واستراتيجيات المؤسسات الأكاديمية والتربوية والتعليمية والاقتصادية والتقنية والبحثية، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، وهذا يعني بأنّ القوة الناعمة لدى الإمارات ترتقي وتصعد بفكر مستنير نجح في استدامة التنمية وصنع مستقبل زاخر بخيرات العطاء والمعرفة.
*كاتبة إماراتية