عيد الاتحاد الـ52
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بعيد الاتحاد الـ52، وهو ذكرى إعلان تأسيس الدولة على أيدي القادة المؤسسين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، وإخوانهما حكام الإمارات الذين شهدوا رفع علم الدولة وبدء عصر البناء والتطوير والإنجازات.
وفي مقدمة تلك الإنجازات الحفاظ على أركان الاتحاد وتقويته وترسيخ دعائمه. ثم يأتي الإنجاز الأبرز وهو بناء المواطن المنتمي لأرض الإمارات بكل فخر واعتزاز. وتحت راية القيادة الرشيدة نجح مواطن الإمارات في العديد المجالات التي رفعت اسم الدولة عالياً.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر، ووفقاً لتقرير التنافسية الرقمية العالمي (2022) فقد تبوأت دولة الإمارات المركز الـ13 عالمياً بين 63 دولة والمركز السابع بين 40 دولة في أوروبا ومجموعة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مؤشر التنافسية الرقمية. ويقيس هذا المؤشر، الصادر عن مركز التنافسية العالمي في سويسرا، قدرةَ الدول على تبني واستكشاف التقنيات الرقمية المختلفة التي تؤدي إلى التحول في قرارات الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع.
وقد تم تصنيف دولة الإمارات في المركز الثالث عالمياً في المحور المتعلق بالتكنولوجيا، إضافة إلى تبوئها المركزَ الأول في محور المهارة والثالثَ في الإطار التشريعي والثالثَ أيضاً في الإطار التقني والعاشر في رأس المال.. وهي مراكز متقدمة عالمياً لم تكن لتتحقق لولا إرادة وعزيمة أبناء الإمارات.كما نجحت الإمارات في الوصول للفضاء من خلال إنجازين عالميين على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية العلمية. الإنجاز الأول تمثل في إطلاق «مسبار الأمل» في رحلة قطع خلالها 493 مليون كيلو متر نحو كوكب المريخ.
وكان «مسبار الأمل» قد وصل إلى مداره في الربع الأول من العام 2021 تزامناً مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد. ويهتم المسبار برﺻﺪ ومتابعة اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ ﻋﻠﻰ الكوكب الأحمر، ﺣﯿﺚ ﯿﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﻘﺲ الخاص بالكوكب على نحو شامل وعميق، ﻣﻦ ﺧﻼل تسجيل اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﯿﻮم وﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻜﻮﻛﺐ وﻋﺒﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﺼﻮل واﻟﻤﻮاﺳﻢ.
ويتمثل الإنجاز الفضائي الثاني في نجاح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في خوض أول مهمة سير في الفضاء الخارجي في تاريخ العرب قاطبة، وذلك خارج محطة الفضاء الدولية التي وصلها بداية شهر مارس الماضي بعد اجتيازه أطولَ رحلة لرائد فضاء عربي.
وبذلك تحتل دولةُ الإمارات المرتبةَ العاشرةَ عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية. وقد استمرت رحلة سلطان النيادي 180 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية أجرى خلالها أكثر من 19 تجربةً علمية. تلك بعض إنجازات الإمارات وأبنائها الذين تميزوا في العديد من المجالات الحيوية الأخرى، منها الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والبنية التحتية والاتصالات والصحة والاقتصاد والتجارة الخارجية والتعليم وإدارة الطوارئ والأزمات والأمن الغذائي والثورة الصناعية الرابعة وغيرها الكثير. وبعون الله سوف تستمر الإنجازات واحداً تلو الآخر، لتظل الإماراتُ دوماً في مصاف الدول المتقدمة في ظل القيادة الحكيمة.
*باحث إماراتي