الليثيوم عنصر كيميائي ينتمي لمجموعة الفلزّات القلويّة، وبسبب نشاطه الكيميائي الشديد فهو لا يوجد في الطبيعة بصورته الحرّة، وإنما ضمن وسط معدني آخر، وغالباً ما يكون الحديد. وقد اكتشفه في عام 1800 عالم المعادن البرازيلي «جوزيه بونيفاسيو دي أندرادا» أثناء عمله في أحد المناجم. وفي هذه الصورة الملتقطة مؤخراً تقوم حفارة بنقل خام الليثيوم في منجم سيغما ليثيوم كسوكسا بولاية ميناس جيرايس في البرازيل، وهي ولاية تملك بعض أكبر مناجم خام الحديد في العالم، وقد تقاطرت عليها الشركات والمستثمرون الأجانب خلال الأعوام الأخيرة، بحثاً عن رواسب الليثيوم الذي يتزايد الطلب العالمي عليه، وقد بات مادة استراتيجية تجري حولها كثير من الصراعات الجيوستراتيجية العالمية. وأصبح الليثيوم عنصراً أساسياً في صناعة بطاريات الأجهزة الحديثة، مثل الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة، إلا أن الاستخدام الأوسع لهذا العنصر يتم في مجال صناعة بطاريات السيارات الكهربائية التي باتت تواجه أزمتين، تتعلق أولاهما بالارتفاع الجنوني في أسعار الليثيوم نفسه، والثانية بارتفاع الطلب عليه من قبل المصنعين في ظل نقص المعروض منه عالمياً.
وبينما يمثل التوسع في صناعة السيارات الكهربائية أكبر رهان مزدوج، اقتصادي وبيئي، بالنسبة للتنين الصيني، فلا مشكلة للصين في هذا المجال بفضل امتلاكها مناجم لليثيوم وسيطرتها على بعض أسواقه الخارجية، فإن الولايات المتحدة تواجه تحدياً في سبيل تأمين مخزون مناسب للاستمرار في تطوير السيارات الكهربائية التي لا يمكنها الاستغناء عن الاعتماد على بطاريات الليثيوم. ومن هنا فالليثيوم لا يقل في أهميته الاستراتيجية عن النفط في ميزان القوة الدولية، لذا أظهرت الولايات المتحدة حرصاً واضحاً على مناجم الليثيوم في البرازيل، وغيرها من دول القارة الأميركية! (الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سيندكيشن»)