قلب الزلزالُ الذي تعرضت له مناطق جنوب تركيا في فبراير الماضي وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص وألحق أضراراً بمئات آلاف المباني في 11 مقاطعة تركية، حياةَ معظم السكان رأساً على عقب. وفي مدينة أنطاكيا عاصمة إقليم هاتاي، ما تزال الأسر تصر على ترك مساكنها في العمارات والفلل والعيش داخل خيام تنصبها في أحياء معظمها تحول إلى أنقاض وركام وأتربة وغبار.
وقد وعدت الحكومة التركية بإعادة بناء المناطق المنكوبة وخصصت مساعدات للأسر المتضررة وللتجار ورجال الأعمال الذين فقدوا مصادر نشاطهم، لكن السكان يريدون وتيرة بناء أسرع ويلحون على ضرورة الاحتفاظ بروح مدينتهم التاريخية. وفي هذه الصورة نرى ورشةً ضمن مشروع بناء تموله الحكومة في إحدى الضواحي التابعة لأنطاكيا، حيث يحاول العمال والمهندسون إكمال المشروع وإنجاحَه حتى يكون جاذباً للنازحين الراغبين في اقتناء مساكن جديدة.
وقد أعلنت تركيا عن خطط طموحة لإعادة إعمار مناطق الزلزال، ووعدت ببناء 850 ألف وحدة سكنية جديدة في المقاطعات المنكوبة، منها 254 ألف وحدة في هاتاي وحدها. لكن اتضح أن إزالة أنقاض المباني المتضررة وجبال الركام التي خلّفها الزلزال تتطلب وقتاً وجهداً غير يسيرين، فيما يتعين على شركات البناء التقيد الدقيق بالمعايير الجديدة للإنشاء تجنباً للمساءلة القانونية ولما قد ينجم عن مخالفة المعايير من مخاطر في منطقة تقع على خط فالق زلزالي لا يمكن توقع مواعيد هزاته المدمرة!