2024.. خطر المعلومات المضللة
يتوقع غالبية الباحثين أن تتفاقم المعلومات المضللة على مستوى العالم في عام 2024، حيث يشكل السياسيون ووسائل التواصل الاجتماعي أخطر التهديدات، وفقا لدراسة جديدة صدرت في الآونة الأخيرة. ووجد الاستطلاع الذي شمل نحو 300 باحث في 50 دولة، أن نسبة صغيرة فقط، 12 بالمئة، يعتقدون أن بيئة المعلومات في بلدانهم ستتحسن في العام المقبل، بينما قال 54 بالمئة إنها ستتدهور. وقالت الهيئة الدولية المعنية ببيئة المعلومات، وهي منظمة غير حكومية مقرها سويسرا، إن النتائج تظهر «تشاؤما كبيرا» بين الخبراء.
وتصل هذه النتائج في الوقت الذي تقوم فيه منصات، بما في ذلك «ميتا» و«إكس»، بتقليص ضوابطها والفرق المخصصة لمعالجة المعلومات الخاطئة، قبل الانتخابات الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا والهند.
وقد تضع الديناميكية المتوقعة دفاعات شركات التكنولوجيا تحت مستويات جديدة من الضغط مع دخول بعض من أكبر الديمقراطيات في العالم فترات حرجة. وصرح فيليب هوارد، الأستاذ بجامعة أكسفورد ورئيس المعهد الدولي لعلم البيئة، لصحيفة «واشنطن بوست» إن «هذا قد يتسبب في عاصفة شاملة العام المقبل». ويرى هوارد أن التقليص الأخير في عدد الموظفين المختصين بالرقابة على المحتوى في شركات التكنولوجيا يشكل خطرا كبيرا. وأضاف «هذه الفِرق من الموظفين هي التي تقف في وجه المعلومات الخاطئة الأكثر سخافة، والمحتوى الأسوأ، ولم تعد متسقة التواجد».
وقال إن لوائح المحتوى العالمية الجديدة، مثل قانون الخدمات الرقمية التاريخي للاتحاد الأوروبي، لم تنجح فيما يبدو في تهدئة مخاوف الباحثين. ويرى هوارد أنه «على الرغم من أن هناك بعض السياسات المعقولة التي يتم تنفيذها من المفوضية [الأوروبية] وحكومتين أخريين في جميع أنحاء العالم... فليس من الواضح أن تمتثل شركات وسائل التواصل الاجتماعي».
وفي الاستطلاع، قال ثلثا الباحثين إن «عدم القدرة على مساءلة شركات وسائل التواصل الاجتماعي» عن الجهود الفاشلة للإشراف على المحتوى يشكل عقبة كبيرة، وأفاد 55 بالمئة أن الإشراف الآلي السيئ هو عقبة أخرى. وأشار ثلث الباحثين على مستوى العالم إلى شركات وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها واحدة من أخطر التهديدات للخطاب الصحي، وذكر الباحثون المتخصصون في المناطق ذات الحكومات الديمقراطية أن السياسيين أنفسهم يشكلون خطرا أكبر.
ويرى هوارد أن القلق السائد هو أن السياسيين يلتقطون أساليب الاتصالات من الأنظمة غير الديمقراطية ويستخدمونها لمحاولة تحقيق تفوق في الانتخابات الديمقراطية. وأضاف أن المثير للقلق هو أن «السياسيين أنفسهم، أثناء ترشحهم للمناصب، سيستخدمون بعض هذه الأساليب لأنهم متحمسون للغاية ليتم انتخابهم». وأحد المجالات التي كان هناك اتفاق واسع النطاق فيها بين الباحثين هو الحاجة إلى إمكانية وصول أكبر إلى البيانات من المنصات حول جهودها في الإشراف على المحتوى.
وذكر 70 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أن عدم الوصول إلى البيانات البحثية يشكل «العائق الرئيسي أمام تحسين فهمنا لبيئة المعلومات العالمية». وقال هوارد «بدون هذا النوع من التحقق، لن يكون لدى صناع السياسات الأدلة التي يحتاجون إلى معرفتها... ما إذا كانت السياسة بحاجة إلى أن تكون أكثر عدوانية أو أكثر تطفلية أو ما إذا كانت الشركات قادرة على التصرف بمسؤولية من تلقاء نفسها».
*كاتب متخصص في الشؤون التقنية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»