التذكير بمجزرة الأيزيديين.. الإرهاب لم ينته بعد
تشكّل الجرائم والمجازر التي ارتكبها تنظيم «داعش» ذروة البشاعة التي عرفها التاريخ الحديث. حرق الجنود، استهداف الأقليات، إهلاك الحرث والنسل، الولوج إلى البيوت بعنصر الترهيب.. أحداث عجيبة ولم تخطر على البال.
و«داعش» تنظيم مركب بين السياسي و«المافيوي» و«الأيديولوجي»؛ وهو تنظيم مطروح بالسوق استثمرت به دول وقوى وجماعات وأحزاب ومنظمات إجرامية، على طريقة الأفلام والمسلسلات كل غرائبها الجهنمية.
قبل أيام قرأ الجميع ما كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مواسياً الطائفة الأيزيدية بذكرى الحادثة البشعة، والتي تعتبر جريمة من أشنع ما عرفه البشر؛ قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: الذكرى التاسعة للجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي بحق الأيزيديين وغيرهم في سنجار العراق في 3 أغسطس عام 2014، مناسبة أليمة تذكر العالم كله بأهمية العمل من أجل ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش، ورفض التطرف وازدراء الإنسان بسبب الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق». هذا التذكير يأتي من كبار قادة الحرب على الإرهاب بالعصر الحديث.
في يونيو الماضي اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا، اشتركت في صياغته دولة الإمارات والمملكة المتحدة، حول التسامح والسلام والأمن الدولي، ويقر بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تكرار النزاعات في العالم.
المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا زكي نسيبة قالت بكلمتها: «يكرس ميثاق الأمم المتحدة تصميمنا الجماعي باتجاه الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وتحقيقا لهذه الغاية، فإن الميثاق يؤكد على الحاجة إلى ممارسة التسامح والتعايش السلمي».
وأضافت المندوبة الإماراتية: «لقد اعتمد أعضاء مجلس الأمن قراراً من شأنه أن يعيد تأكيد الالتزام على دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي. وهذه المبادئ - إلى جانب حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين - ليست مصالح متضاربة، بل تعزز كل منها الأخرى، وبالتالي ينبغي دعمها وتنفيذها لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة».
المهم أن: «قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2686 حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، هو أول قرار يعترف بأن العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والتمييز بين الجنسين، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها». ولدولة الإمارات دورها الريادي بذلك.
الفكرة الأساسية- أن فظاعات الإرهابيين و«إدارتهم للتوحش» كما هو عنوان كتاب « محمد خليل الحكايمة»، المنظّر الإرهابي البارز- لايمكن الاستهانة بها. والأهم أن لا نؤمن بنهاية التطرف والإرهاب؛ فهذه التنظيمات مثلها مثل المنظمات العابرة للقارات، تعتمد على اختراق القوانين، والاحتيال على الأمن، والاندفاع نحو التخريب بأحدث الطرق الممكنة. يجب أن تكون العيون مفتوحة، فالإرهابي مجرم يعرف أن لكل قفل مفتاحه، كذلك جربنا الإرهاب في الخليج منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وتجربة الإمارات في رعاية التسامح والحرب على الطائفية والعنصرية والإرهاب رائدة ومشهود لها بالمنطقة والعالم بإرادة استثنائية من رئيس الدولة وفقه الله.
*كاتب سعودي