أظهرت أداة للذكاء الاصطناعي نتائج واعدة في مساعدة الأطباء على محاربة أورام الدماغ العدوانية من خلال تحديد الخصائص التي تساعد في توجيه الجراحة. وتقوم الأداة، التي يطلق عليها اسم آلة تقييم واستعراض أمراض الأنسجة بالتبريد أو CHARM، بدراسة الصور لانتقاء الملف الجيني بسرعة لنوع من الأورام يسمى الورم الدبقي، وهي عملية تستغرق حالياً أياماً أو أسابيع، كما قال «كون هسينج يو»، كبير مؤلفي الدراسة التي نُشرت مؤخراً في مجلة «ميد». وأضاف «يو» أن الجراحين يستخدمون التشخيصات التفصيلية لإرشادهم أثناء إجراء العمليات، ويمكن أن تؤدي القدرة على الحصول عليها بسرعة إلى تحسين نتائج المرضى وتجنيبهم العديدَ من العمليات الجراحية.

وفي حين أن الورم الدبقي يتفاوت في شدته، فإن الشكل العدواني الذي يسمى الورم الأرومي الدبقي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في أقل من ستة أشهر إذا لم يتم علاجه. فقط 17% من الأشخاص المصابين بالورم الأرومي الدبقي يعيشون عامهم الثاني بعد تشخيص إصابتهم بالورم، وفقاً للجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب.

ويستخدم الجراحون معلوماتٍ حول السمات الوراثية للورم الأرومي الدبقي عند تحديد كمية الأنسجة المراد إزالتها من دماغ المريض، وكذلك ما إذا كان سيتم زرع رقائق مغلفة بدواء مضاد للسرطان. ومع ذلك، فإن الحصول على هذه المعلومات يتطلب حالياً اختبارات تستغرق وقتاً طويلاً. قام يو وفريقه من الباحثين بتدريب خوارزمية التعلم الآلي للقيام بهذا العمل من خلال عرض صور للعينات التي تم جمعها أثناء جراحة الدماغ، ثم التحقق من عملها مقابل تشخيص هؤلاء المرضى.

تَعلمتْ أداةُ الذكاء الاصطناعي CHARM مطابقةَ أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى أو التفوق عليها في تحديد السمة الوراثية للورم. وفي حين أن الأداة ليست دقيقة مثل الاختبارات الجينية الحالية، فإنه يمكن لنظام الكمبيوتر التنبؤ بنوع الورم على الفور تقريباً. وقال يو إن التحليل السريع يمكن أن يتيح للأطباء المضيَّ قدُماً في العلاج الصحيح دون الوقت الإضافي للجدولة وإجراء عملية جراحية أخرى.

وباستخدام نتائج هذه الأداة، جنباً إلى جنب مع معلومات أخرى، «قد يكون الطبيب أكثر قدرةً على اتخاذ القرار الصحيح على الفور»، كما قال يو، الأستاذ المساعد في المعلوماتية الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة هارفارد، والذي قاد مختبرُه البحثَ. كما يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي CHARM التمييزَ بين الخلايا السرطانية الخبيثة والخلايا الحميدة وتحديد درجة الورم، وهو مقياس لمدى عدوانيته. هذه هي الاتصالات التي يمكن أن يجريها الأطباء مع علماء الأمراض البشرية أثناء الجراحة، لكن الأداة يمكن أن تلغي الحاجة إلى الانتظار لمدة 10 إلى 15 دقيقة، كما قال يو، أو أن يكون اختصاصي علم الأمراض في حالة تأهب أثناء العملية. وأوضح يو: «يتطلب تحليل تلك البيانات من 10 إلى 15 دقيقة. وتكون جمجمة المريض مفتوحة في غضون ذلك، وهي عملية ليست دقيقةً بالكامل».

وقال الباحثون في بيان صحفي إنه على الرغم من أن الدراسة أظهرت نتائجَ واعدةً، فإن أداة CHARM ما تزال بحاجة إلى الاختبار في أماكن واقعية. ويعد عمل فريق يو جزءاً من مجموعة واسعة من الجهود لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص السرطان وعلاجه بشكل أفضل.

ماثيو جريفين*

*صحفي لدى بلومبيرج متخصص في الشؤون الصحية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»