الريادة الإماراتية في مشاريع الطاقة البديلة والمناخ
تُولي دولة الإمارات الاستثمار في الطاقة البديلة والمتجدّدة اهتمامًا كبيرًا، تؤكده الاستراتيجيات والمبادرات التي أرستها الدولةُ في هذا المجال، وسعَت إلى تفعيلها وإقامة المشاريع المرتبطة بها، ودعم المؤسّسات والشركات التي تعمل في نطاقها، انطلاقًا من رؤيتها الراسخة حيال حماية البيئة والموارد الطبيعية والحفاظ على المناخ.
وقد أطلَقت الإماراتُ «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» في عام 2017، كأول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة، هدفت إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25 في المئة إلى 50 في المئة بحلول عام 2050، وإلى الحدّ من البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70 في المئة، وبالتالي توفير 700 مليار درهم بحلول عام 2050، كما تسعى إلى زيادة كفاءة استهلاك الأفراد والشركات للطاقة بنسبة 40 في المئة.
وفي عام 2021، أعلنت الإمارات المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، لتصبح بذلك أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُطلق هذه المبادرة الاستراتيجية، التي أعقبتها مجموعةٌ من التشريعات والإجراءات الهادفة إلى خفض الانبعاثات، وتقديم حلول الطاقة النظيفة.
وفي صدارة الشركات الإماراتية العاملة في مجال الطاقة البديلة تأتي شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، التي سطّرت العديدَ من الإنجازات البيئية والاجتماعية، وواصلت توسعها في مجال الطاقة النظيفة، فبحسب تقرير الشركة السنوي للاستدامة لعام 2022، ضاعفت الشركةُ قدرتَها الإنتاجية في مجال الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون خلال عامين، وبلغت قدرتُها الإنتاجيةُ في مجال الطاقة النظيفة عام 2022 نحو 20 غيغاواط، مع تفادي انبعاث نحو 10 ملايين طن من ثاني أوكسيد الكربون. وتعمل «مصدر» على مواصلة إنجازاتها الممتدة لـ17 عامًا لترسّخ مكانتَها كأحد أكبر المستثمرين في مجال الطاقة المتجدّدة على مستوى العالم، ومسهِمًا رئيسيًّا في جهود الانتقال العملي والواقعي في قطاع الطاقة. وتستهدف الشركة حاليًّا العملَ على تلبية احتياجات الهيدروجين الأخضر محليًّا وعالميًّا، وتسعى إلى زيادة قُدرتها الإنتاجية من الطاقة النظيفة إلى 100 غيغاواط، فضلًا عن إنتاج مليون طن سنويًّا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، ومن بين أبرز الدول التي وقّعت الشركة اتفاقيات للعمل فيها، أوزبكستان وأذربيجان ومصر والأردن وقيرغيزستان وتركمانستان وتنزانيا.
ويشكّل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الحالي في مدينة إكسبو دبي، خطوة نوعية وتتويجًا للجهود آنفة الذكر في مجال دعم مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة، كما أن هذا المؤتمر يهدف إلى تحديد التطلّعات الطموحة والمسؤوليات تجاه العمل المناخي بشكل كبير، ويُعدّ فرصة لطرح الأفكار والرؤى المدعمة لتحقيق الحياد الكربوني وحماية البيئة، وتقييم التقدّم المُحرَز على صعيد مكافحة التغيّر المناخي.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية