«راشد 2».. طموح الإمارات لا حدود له
بهمة لا تعرف الفتور ولا تتقبل النكوص أو التراجع إلى الوراء، تواصل الإماراتُ سعيَها نحو الريادة والسبق، وتتقدّم بخطى واثقة نحو هدفها بالولوج إلى أندية الكبار في كافة المجالات، علومًا واقتصادًا وتقنية، وتسجّل في كل يوم منجزات تثلج قلوب العرب وكلّ محبي الخير للإنسانية، لأنها آلت على نفسها أن تقود عصر النهوض العربي الجديد.
لم تنكفئ الإمارات على نفسها عندما لم تنجح مهمة المستكشف راشد في الهبوط على سطح القمر، ولم تندب الحظَّ أو تعلن الفشل، فهي بقيادتها الواثقة الواعية وشعبها الطموح تدرك أن الإنجازَ تراكميٌ وأن نيل المطالب ليس بالتمني وإنما بصقل التجارب والتعلّم منها والبناء عليها ومواصلة السير على الطريق نحو الهدف بلا كلل ولا ملل، مما يؤكّد أن طموحها لا حدود له وأنها قادرة على أن تحقق مرادَها وأن تحوّل طموح زايد إلى واقع ملموس.
أبهرت دولتُنا الفتيةُ العالَمَ كلَّه عندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدءَ العمل على مستكشف جديد هو «راشد 2»، وانطلاق محاولة جديدة للوصول إلى القمر، تأكيداً من سموّه على أنّ المهمّة لم ولن تتوقف، وأن الهبوط على سطح القمر لن يظل مجردَ حلم عربي تهفو إليه الأجيال، بل سيتحوّل إلى واقع وحقيقة بعقول وسواعد أبناء وبنات الإمارات، فهذه الدولة الفتيّة كما قال سموّه «تأسست على الطموح ولم تتوقف منذ 2 ديسمبر 1971، ولن تتوقف ولن تلتفت، ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها».
صحيحٌ أن مهمةَ الهبوط على سطح القمر لم تنجح، غير أنّ تصميم المستكشف وصناعته وتنفيذه وتخطيط رحلته وتحديد مهامه واختيار موقع تنفيذها.. كلها إنجازات تمت بعقول وسواعد أبناء الإمارات، وهو بشهادة مؤسسات عالمية متخصصة من أكثر المركبات تقدمًا من حيث مواصفاته التقنية عالية الجودة والكفاءة، وفي ذلك شهادة على أن الإمارات دخلت النادي الفضائي من أوسع أبوابه وأنها باتت عضوًا فاعلًا فيه وأنّ لخطوتها هذه ما بعدها على صعيد قدراتها في استكشاف أسرار الكون والوصول إلى حيث لم يصل الآخرون.
لا وجود لكلمة «مستحيل» في قاموس دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، فهي لا ترضى بغير القمم ولا تقبل إلا بالمركز الأول، وها هي اليوم تنتقل من محطة إلى أخرى ضمن رؤية واضحة جليّة متكاملة، تريد من خلالها العبور نحو المستقبل الذي اختارته لنفسها وحددت ملامحه ورسمته لأجيالها المقبلة. «عيال زايد» باتوا اليوم فرسانًا في الفضاء كما هم دومًا فرسان على الأرض، والقمر هو إحدى محطاتهم المقبلة، كما كان المريخ محطة مروّا بها ونقشوا عليها اسم وطنهم بأحرف من نور، وستكون لهم بحول الله محطات أخرى على قدر الطموح.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية