صناعة الحرب.. ضد السلام
نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي، بتاريخ 24 مارس 2023، مقالٌ للكاتب الصيني «تشو تشين لينغ»، تحت عنوان «أكبر تهديد للولايات المتحدة ليس الصين.. بل السلام». ووضّح لينغ في مقاله أن السلام سيضع نهايةً للإمبراطورية الأميركية (الدولارية) وهيمنتها المالية على العالم، والتي قال عنها إنها هيمنة بُنيت على الحرب واقتصاد الحرب وتجارة الحروب، مبيناً أنه عندما يكون هناك سلام في العالم فسيتراجع النفوذ الأميركي تلقائياً.
ويبين الكاتب في مقاله الجريء أنه بمجرد أن يسود السلامُ العالَمَ فحينها لن يعرف الأميركيون ماذا يفعلون، وبصفة خاصة أولئك الذين تم توظيفهم للتحريض على الحروب وشحذ أدواتها، لذلك ما أن تختفي أجواء الصراع حتى يكون هؤلاء عاطلون عن العمل، كما سيكون المجمع الصناعي العسكري بأكمله معطلاً عن العمل.
ويضيف لينغ في مقاله قائلا: ستكون جميع القواعد العسكرية الأميركية في العالَم زائدةً عن الحاجة، وكذلك جميع حاملات الطائرات والطائرات العسكرية والصواريخ البالستية العابرة للقارات وأسلحة الدمار الشامل، وجميع الصناعات الحربية المساندة. ثم يؤكد: سيصبح التوظيف هو المشكلة رقم واحد في الولايات المتحدة عندما تتعطل آلة الحرب الأميركية بسبب عدم الحاجة إليها.
وقال الكاتب الصيني ساخراً: كل الأخبار المزيفة عن التهديدات والأعداء ستصبح نكاتاً، وستكون الميزانية العسكرية التي تبلغ قرابة تريليون دولار أميركي باهظةً بدون حروب وبدون أعداء.
ويعتقد لينغ أنه عندما يكون هناك سلام في العالم، سيتعين على الأميركيين صناعة فرص عمل لأنفسهم، ليجعلوا أدوارَهم مفيدةً مرة أخرى كأشخاص مسؤولين وليسوا كدعاة حرب أو كتجار حروب.
ويعرج الكاتب في مقاله على العلاقات السعودية الإيرانية والتقارب الجديد بين الدولتين: ندد الأميركيون باتفاق السلام الأخير المبرم بين إيران والسعودية بوساطة صينية، ووصفوه بأنه تهديد لمصالح بلادهم، ولوحوا بجاهزيتهم لإفشاله. ويعرب لينغ عن اعتقاده بأن هذا الموقف يظهر أن الأميركيين مستعدون لصناعه الحرب من خلال العمل ضد السلام، واصفاً سياستهم بأنها «تهديد للسلم العالمي»، حيث يقول: السلام ضد مصالح الأميركيين، والإمبراطورية الأميركية لم تزدهر إلا من خلال الصناعات العسكرية التدميرية. وفي معرض قوله إن الأميركيين يعارضون السلام، يذكّر لينغ بالموقف الأميركي المندد بالمبادرة الصينية الأخيرة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء مفاوضات سلام، حيث قالت واشنطن إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار. لذا يقول لينغ: الكل يريد السلام ما عدا أميركا!
ولقي مقال الكاتب الصيني ترحيباً واسعَ النطاق على صفحات التواصل الاجتماعي، لما جاء فيه من نقد لاذع وصريح ضد سياسة أميركا في العالم، والتي يرى كثيرون أنها تكيل بمكيالين وتتعامل بازدواجية مع الحلفاء، وأنها تهمل الأحداث الساخنة في المنطقة والعالم، تاركةً بعض مخاطر كتهديد للعالم كله، لا سيما أن الإنسان هو مَن يدفع ثمن فواتير الاضطراب والإرهاب وانعدام الأمن!
*كاتب سعودي