سباق «سبيس إكس» الفضائي
قامت شركة «سبيس إكس» بإطلاق طاقمها السادس الكامل من رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية في وقت مبكر من صباح يوم الخميس 2 مارس)، حيث تواصل إيقاعاً بلا مثيل في إطلاق صاروخها «فالكون9»، وتتطلع إلى أول محاولة إطلاق مدارية لمركبة «ستارشيب» من الجيل التالي. وتم إقلاع رواد فضاء« كرو-6»، ضمن فريق يتكون من أميركييْن وروسي وسلطان النيادي رائد فضاء من دولة الإمارات العربية المتحدة، من مركز كينيدي للفضاء الساعة 1:45 صباحا، كي ترسو مركبتهم الفضائية «دراجون» في المحطة الفضائية في وقت مبكر من يوم الخميس (2 مارس).
ومنذ مايو 2020، حين أرسلت رائدي فضاء من ناسا في رحلة تجريبية إلى المحطة، نفذت «سبيس إكس» سلسلة من مهام رحلات الفضاء البشرية التي تضمنت رواد فضاء مدربين تدريباً احترافياً يمثلون حكوماتهم بالإضافة إلى عدد من المواطنين العاديين. وفي عام 2014، حين منحت وكالة «ناسا» عقوداً لشركة بوينج وسبيس إكس لتصميم وبناء مركبات فضائية لنقل رواد فضاء «ناسا» إلى المدار الفضائي، واعتقد معظم العاملين في مجال الطيران أن شركة «بوينج» ستنطلق أولاً. لكن الأمور لم تمض على هذا النحو. وواصلت «سبيس إكس» تقديم خدمة جيدة في نقل الطواقم والبضائع إلى المحطة، لكن «بوينج» وجدت صعوبة في الانطلاق على الأرض.
وتأمل بوينج أن تطلق طاقمها الأول في نهاية المطاف في رحلة تجريبية إلى المحطة في وقت مبكر من أبريل المقبل. ويمنح هذا «ناسا» اثنين من مقدمي الخدمة، ونسخة احتياطية في حالة تعثر الشركة، وهي مسألة كشف ضرورتها في الآونة الأخيرة التسرب في المركبتين الفضائيتين الروسيتين.
ويأتي إطلاق «كرو-6» الذي يضم رائدي فضاء «ناسا» ستيفن بوين ووارن هوبورج، ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي ورائد الفضاء الروسي أندري فيدياييف، بعد يومين فقط من وصول المركبة الفضائية الروسية البديلة إلى المحطة.
ومازالت شركة بوينج تسعى جاهدة لتدشين أول مهمة طيران فضاء بشرية لها بمركبتها الفضائية «ستارلاينر»، لكن«سبيس إكس» تمضي قدماً وأطلقت عددا من أطقمها إلى المدار وتواصل إيقاعاً سريعاً لا مثيل له تتضمن 61 عملية إطلاق لمدار فضائي العام الماضي، معظمها من أجل كوكبتها من أقمار «ستارلينك» الاصطناعية للإنترنت. وتقول الشركة إنها تسعى لهذا العام لإطلاق ما يصل إلى 100 رحلة. ويرى «بينجي ريد»، المدير البارز في برامج رحلات الفضاء البشرية في سبيس إكس «قبل كل شيء، الأولوية لرحلات التي يستقلها طواقم وسلامة هذه الطواقم».
وكذلك الوفاء بالتزاماتنا لضمان تناوب الطاقم على المحطة الفضائية. وسيكون لذلك الأسبقية دائما على أي من الرحلات الأخرى. وتستعد الشركة الآن لإطلاق «ستارشيب»، وهو صاروخها الضخم القابل لإعادة الاستخدام تماماً ومؤلف من مرحلتين، والذي سيصبح أقوى صاروخ على الإطلاق. وإطلاق «ستارشيب» الذي مازال ينتظر موافقة إدارة الطيران الاتحادية وقد يحدث خلال الشهر الجاري من منشأة الشركة في جنوب تكساس على خليج المكسيك. و«ناسا» ستراقب لترى كيف تعمل المركبة. تستثمر وكالة الفضاء 2.9 مليار دولار في المركبة وتعتزم استخدامها لنقل رواد الفضاء من وإلى سطح القمر كجزء من برنامجها أرتيميس.
*صحفي أميركي متخصص في شؤون الفضاء.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنيج آند سينديكيشن»