جهود إماراتية متواصلة لمواجهة ندرة المياه
لا حياة لإنسانٍ أو نبات أو حيوان بلا ماء، فالماء هو سرّ الحياة على وجه البسيطة، ومن المؤسف أن معظم دول العالم تعاني مشكلة ندرة المياه بدرجات متفاوتة، وتعود هذه الندرة إلى جملة من العوامل الرئيسية، يأتي في مقدّمتها ظاهرة التغير المناخي، والزيادة المتسارعة في عدد سكان العالم، وتغيير أنماط الاستهلاك، والتوسع في الزراعة المرويّة.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نحو 1.1 مليار شخص لا يستطيعون الوصولَ إلى مياه صالحة للشرب، و2.7 مليار يعانون ندرةَ المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة، وذلك بحسب منظمة «world wildlife»، التي تتوقّع أن يواجه ثُلُثا سكان العالَم نقصاً في المياه بحلول عام 2025.
وتُولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لمكافحة ندرة المياه، سواء على الصعيد الداخلي، من خلال جهود كبيرة ومتواصلة لمواجهة هذه المشكلة استناداً إلى استراتيجية الأمن المائي 2036 لدولة الإمارات التي تهدف إلى ضمان استدامة الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى، أو على الصعيدَين الإقليمي والدولي، من خلال التعاون مع الدول الأخرى لمواجهة تلك المشكلة، حيث لا تدّخر الإمارات جهداً في دعم الدول النامية في مجال الأنشطة المتعلّقة بالمياه والصرف الصحي، بما في ذلك جمع المياه، وكفاءة استخدامها، وتكنولوجيا إعادة التدوير.
وقد شهِدت أبوظبي خلال الأسبوع الماضي، وتحديداً خلال الفترة من 24 وحتى 26 يناير 2023، حدثاً مهماً تَمثّل في انعقاد الملتقى الدولي السادس للاستمطار، الذي جاء في وقت تستعدّ فيه الدولة لاستضافة صنّاع القرار والسياسات في مؤتمر الدول الأطراف «COP28».
وتنبع أهمية هذا الملتقى، الذي تزامن انعقادُه مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون عام 2023 «عام الاستدامة»، ممّا شهده من مشاركة نوعية كثيفة، حيث شارك في فعالياته نحو 500 عالم وباحث ومتخصّص في مجال تعديل الطقس وعلوم الاستمطار، وممّا تصدّى له من حزمة قضايا رئيسية أكثر إلحاحاً في مجال المياه والاستدامة المائية على مستوى العالم.
ولا شكّ في أن هذا الملتقى، الذي أُقيم تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وبتنظيم من المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، يؤكد الأهمية الخاصة التي تُوليها دولة الإمارات لمعالجة مشكلة ندرة المياه، من خلال تعزيز شراكات وآليات التعاون الإقليمي والعالمي في مجال الاستمطار، واستشراف تقنيات جديدة تسهم في تطوير عمليات الاستمطار.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية