ما فتئت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها عام 1971 تعمل على إرساء أسس مجتمع يسوده التسامح وتتعدّد فيه الثقافات وتُصان الحقوق، إيماناً من قيادتها الرشيدة بأن النهضة التنموية لا تتحقق إلا على يد الإنسان الحرّ المتمتع بجميع حقوقه، وبهذا أضحت الإمارات تمتلك سجلّاً حافلاً في مجال حماية وتعزيز الحريات الأساسية للأفراد وحقوقهم القانونية عامة، وحماية حقوق الأطفال خاصة التي تعدُّ أولوية قصوى لدى صانع القرار في الدولة الذي حرص على توفير مظلّة رعاية كاملة لهم، ترجمها قانون حماية حقوق الطفل «وديمة» الصادر عام 2016، حيث مثّل خطوة كبيرة نحو استكمال منظومة التشريعات الاجتماعية في الدولة، التي ترعى حقوق الإنسان وتصون كرامته وحريته.
وتجسيداً لما حقّقته دولة الإمارات من تقدّم بارز في مجال صون الحقوق والحريات، وسعياً منها إلى تخفيف تبعات أزمة الغذاء المتفاقمة وما نتج عنها من زيادة انعدام الأمن الغذائي وما تؤدي إليه من حاجة ملحّة جديدة لتوسيع التحالف في جميع البلدان لضمان حصول كل طفل على فرصة للنمو والتعلم والازدهار، جاء انضمام الدولة خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد منذ أيام في هلسنكي، إلى «تحالف الوجبات المدرسية»، لضمان حق كلّ طفل في النمو الصحي.
ويتألف هذا التحالف الذي أُطلق خلال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية عام 2021، من نحو 70 دولة و75 شريكاً، من ضمنهم وكالات الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، من أجل دعم الإجراءات الهادفة لإعادة تقديم الوجبات المدرسية وتحسينها وتوسيع نطاقها، وضمان حصول كلِّ طفل في جميع أنحاء العالم على وجبة صحية في المدرسة بحلول عام 2030، وذلك بعد أن توقّفت برامج التغذية المدرسية في العالم مع بداية جائحة «كورونا»، حيث أغلقت جميع البلدان تقريباً مدارسها، وهو ما حرم 370 مليون طفل متمدرس من الحصول على وجبات مدرسية، كانت تشكِّل للكثير منهم الوجبة الوحيدة في اليوم التي يعتمدون عليها في التغذية. 
ومن شأن انضمام دولة الإمارات إلى تحالف الوجبات المدرسية أن يرسل إشارة قوية إلى المانحين العرب وإلى دول المنطقة للبحث في مدى أهمية الأمن الغذائي في المدارس، حيث تعتزم دولة الإمارات دعم التحالف عبر المساعدة في إنشاء سلاسل إمدادات غذائية مستدامة، ومشاركة خبرتها في الحدّ من فقْد وهدْر الغذاء المتمثلة في المبادرة الوطنية للحدّ من فقد وهدر الغذاء «نعمة»، وتعزيز مبيعات المنتجات المحلية والاستفادة من التكنولوجيا لمعالجة التحديات الملحّة، سعياً إلى توفير غذاء كافٍ وصحي ومفيد وآمن لجيل الشباب، وإلى مساعدة الدول الأخرى على سلوك الاتجاه ذاتِه. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية